تحقيقات

مشروع الزراعات الأسرية يحقق الدعم التنموي.. و يحسن الواقع المعيشي للأسر الريفية ..

إذا كان دعم الإنتاج الزراعي من الأولويات التنموية والاقتصادية والمعيشية في الأحوال العادية والظروف الطبيعية فإن هذا الدعم أحوج ما يكون إليه المزارع في مثل هذه الظروف الصعبة بكل المقاييس الإنتاجية والمادية والتسويقية مع الارتفاع الكبير والمضاعف في التكاليف الإنتاجية التي باتت تفوق قدرة المزارع وإمكاناته مع تراجع واضح في مردود زراعته، ويضاف إلى ذلك كله الحلقات الوسيطة وما أكثرها ولا يغيب عن الاهتمام احتمالية الأضرار الناجمة عن الظروف الجوية، ما يجعل حماية المنتج الزراعي في قائمة الأولويات، وفي موازاة ذلك كله ينبغي ألا تغيب أيضاً قيمة الإنتاجية الزراعية في تلبية احتياجات السوق المحلية التي تشهد ارتفاعات كبيرة في أسعار الخضار والفواكه ومنتجات الثروة الحيوانية. ومن هنا فإن انطلاقة مشروع دعم الزراعات الأسرية ينطوي على أهمية اقتصادية واجتماعية ومعيشية بالغة من خلال كونه مؤازراً حقيقياً للمزارع و للأسرة الريفية العاملة في المجال الزراعي من خلال المنح الإنتاجية التي تشكّل موّلدات إنتاجية في القطاع الزراعي تمكّن المزارع من التأسيس لمشروع يتحول إلى مصدر دخل وإنتاج وفي نفس الوقت يغدو رافداً من روافد السوق المحلية.

مشروع نوعي
المهندس منذر خيربك مدير زراعة اللاذقية أكد على الأهمية المتكاملة لهذا المشروع النوعي اقتصادياً وإنتاجياً وما يشهده المشروع من توسع من خلال الزيادة المضاعفة في المنح الإنتاجية الموزعة على الأسر الزراعية في إطار مشروع دعم تنمية المناطق الهضابية ذات التربة الزراعية الضعيفة والمساحات الضيّقة وبالتوازي مع مشروع تنمية المرأة الريفية من خلال المشروعات الإنتاجية الصغيرة المتناهية الصغر التي تشكّل مصادر عيش ودخل للأسر في المناطق الهضابية عبر الزراعات الأسرية الهادفة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية، وتحسين سبل العيش للمزارعين بشكل عام، وأوضح خير بك أن وزارة الزراعة تضع هذا المشروع التنموي المتكامل في أولوياتها المطروحة لدعم التنمية الريفية في محافظة اللاذقية، وقد تمّ دعم التوسع بهذا المشروع وصولاً إلى افتتاح منافذ ومراكز تسويقية لتصريف المنتجات في مراكز المناطق والمدن انطلاقاً من الخطة الإستراتيجية التي وضعتها الوزارة لتطوير المشروع تنموياً وإنتاجياً، حيث يوفّر للأسرة حاجتها من الخضروات، كما يشكّل دخلاً إضافياً جراء بيع الفائض من الإنتاج، مشيراً إلى التوسع الحاصل في مشاريع المنح الإنتاجية والزراعات الأسرية في المناطق الريفية، حيث يعوّل على هذه المشاريع الصغيرة المتناهية الصغر في فتح مسارات واسعة للتنمية المحلية المستدامة في إطار تشاركي ملموس وواضح مع المؤسسات الأهلية والتنموية عبر مساهمة هذه المؤسسات في دعم مشاريع الزراعات الأسرية والفرص التشغيلية لتغطي المزيد من القرى المستهدفة ضمن البرنامج الوطني للزراعات الأسرية الذي أطلقته وزارة الزراعة ضمن المشروعات التي تدعمها وزارة الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي ورفع المستوى المعيشي للأسر الريفية، ويتم من خلاله أيضاً تقديم شبكة ري لحديقة أسرية مع مجموعة أصناف بذار متنوعة.

المواد اللازمة
المهندسة رباب وردة رئيس دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية الزراعة أوضحت أنه تم توزيع 8580 منحة في اللاذقية على ثلاث مراحل، منها 1500 منحة في المرحلة الأخيرة وأشارت إلى أن المشروع يسهم في رفع المستوى المعيشي للأسر عبر تحقيق الاكتفاء الذاتي لها وبيع الفائض عنها وتصنيعه، حيث يستهدف مشروع الزراعات الأسرية دعم الأسر الريفية عبر تقديم المواد اللازمة للعملية الزراعية مجاناً من شبكات ري وحزمة من البذار بما ينعكس إيجاباً على المستفيدين من المنح الإنتاجية للمشروع وخدماته وبشكل يحقق هدف تأمين الاحتياجات الغذائية للأسرة والاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى الريعية الاقتصادية من تصنيع المنتجات الفائضة عن حاجة الأسرة لتكون رافداً إضافياً أو مصدر دخل أو مشروعاً صغيراً لتصنيع المجففات أو المربيات، بالإضافة إلى الاستفادة من المساحات المهمشة بالزراعة.
وأشارت إلى أن مديرية زراعة اللاذقية تواصل العمل في مشروع الزراعات الأسرية الذي يجري التوسع في نشاطه وبرامجه تنفيذاً لخطة الدعم الحكومي للزراعة الأسرية وتنمية المرأة الريفية.

توسع ملحوظ
وفي ضوء المراحل المنجزة من مشاريع المنح الإنتاجية والزراعات الأسرية يتضح التوسع الملحوظ بهذه المشاريع في المناطق الريفية في محافظة اللاذقية التي تعول على هذه المشروعات الصغيرة المتناهية الصغر في فتح مسارات واسعة للتنمية المحلية المستدامة في إطار تشاركي ملموس وواضح مع المؤسسات الأهلية والتنموية عبر مساهمة هذه المؤسسات في دعم مشاريع الزراعات الأسرية، والفرص التشغيلية لتغطي المزيد من القرى المستهدفة ضمن البرنامج الوطني للزراعات الأسرية.
مروان حويجة