رغم تدنّي القدرة الشرائية.. أصحاب المحلات التجارية يراهنون على ارتفاع أسعارها
دمشق – البعث
كثيراً ما يشكو أصحاب المحلات التجارية من ضعف الحركة الشرائية، ويردّدون على مسامع زبائنهم عبارات من قبيل “ما في حركة!1 الأسواق لم تعُد كما كانت! الله يغير الحال للأحسن.. الخ”. ولم يعُد يخفى على أحد – إلا فيما ندر – أن مثل هذه الشكاوى ليست إلا من باب استدرار عطف الزبائن حتى لا يجادلوا بالسعر، لكننا –وللإنصاف – نقول إن الأمر لا يخلو – ولو نسبياً – من الصحة، ولاسيما خلال الفترة الأخيرة، ما يعني، وفق أدبيات التجارة والأعمال، أن الجدوى الاقتصادية للمحلات التجارية ليست عالية ولاسيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قيمتها التجارية السعرية العالية، حيث لامس سعر بعضها الـ 1 مليار ليرة سورية، لذلك نجد قسماً كبيراً من أصحاب المحلات يتمسك بمحلاته وعدم تغيير مصلحته، لأنه يعوّل على ارتفاع أسعار المحلات سنة بعد سنة، معتبراً إياها خميرة مستقبلية يتصرّف بها وقت الحاجة والضرورة.
ارتفاع أوتوماتيكي
صاحب أحد محلات الألبسة في منطقة الصالحية أكد أنه، ورغم ضعف حركة البيع والشراء في أسواق الألبسة الناجم عن تدني القدرة الشرائية، وانعكاس ذلك على دخل محله الذي لا يمكنه التوسع بأعماله، إلا أنه متمسك به بسبب ازدياد سعره “أوتوماتيكياً”، موضحاً أنه ورثه عن أبيه الذي اشتراه منذ 26 سنة، بسعر 4 ملايين ليرة سورية، والآن سعره يناهز الـ 500 مليون، إن لم يكن أكثر، وهو قابل للارتفاع لأن العقار في بلدنا أثبت جدواه.
استثمار حقيقي
تاجر آخر لديه محل في شارع الحمرا اعتبر أن الاستثمار الحقيقي لنا الآن هو ارتفاع قيمة المحلات التي تزداد سنوياً، دون التوقف عند حد معين، فالعقار، وإن حلت به حالة من الركود، إلا أنه سريع الانتعاش ولا يخسر، موضحاً أن أسعار المحلات بين منطقة وأخرى تنعكس على أسعار السلع والمواد التي تبيعها، لذلك نجد أن هناك تفاوتاً في الأسعار من محل إلى آخر!.
ليست استثنائية
ربما يرى البعض أن أسعار المحلات التجارية في مركز المدينة استثنائية، ولا يجوز اعتبارها معياراً للقياس عليه، لكننا نؤكد أن الوضع في الضواحي لا يختلف كثيراً، فإذا حسبناها من مبدأ “النسبة والتناسب”، نجد أن سعر المتر المربع الواحد لمحل تجاري غير مكسو في أشرفية صحنايا حالياً يتراوح بين 500 ألف – 1 مليون ليرة سورية، بينما كان سعر أفضل محل منذ عدة سنوات لا يتجاوز الـ 40 ألف ليرة، وكذلك الأمر بالنسبة لقدسيا وجديدة عرطوز وغيرها من المناطق المحيطة بدمشق، حيث إن نسبة كبيرة من أصحاب المحلات تعوّل على ارتفاع أسعار محلاتها، وكثير منهم لا يتوانون عن المتاجرة بها!