أخبارصحيفة البعث

“المحطات العائمة” مخطط أردوغان لنهب النفط الليبي

يواصل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان نشر الإرهاب والدمار والفوضى على الأراضي الليبية، بدعمه لميليشيات “حكومة الوفاق” بالعتاد والمرتزقة التكفيرية من تنظيمي “النصرة” و”داعش”، وليس الهدف سوى سرقة ثروات ليبيا ومقدراتها والاستيلاء على النفط، وسبيله إلى ذلك: “محطات الطاقة العائمة”.

منذ نحو 15 عاماً، تعمل شركة “كرباورشيب” في بناء محطات عائمة عبر إعادة تجهيز سفن لنقل البضائع، فصارت تملك أسطولاً من 25 قطعة، وأضحت أحد أعمدة هذا القطاع.

وفي حين يمارس أردوغان سياساته الاستعمارية في ليبيا، تتحرّك الشركة التركية للاستيلاء على عقود الطاقة في ليبيا، من خلال منح عقود ميسّرة وامتيازات في مهل السداد. وأفادت تقارير أن النظام التركي يجري مفاوضات مع “الوفاق” برئاسة فائز السراج لإرسال عدد من ناقلاتها العائمة إلى الشواطئ الليبية، من بينها ناقلة “كرباورشيب”، حيث منحها العدوان العسكري المباشر فرصاً اقتصادية كبيرة.

وأرسل أردوغان وفداً مهماً إلى طرابلس في حزيران الجاري يرأسه وزيرا الخارجية والاقتصاد، حيث تركزت المباحثات على صفقات إعادة الإعمار والطاقة، وكلها تشكل متنفساً لاقتصاد تركيا المتعثر، وإثر اللقاء، عبّرت “كرباورشيب” عن استعدادها لإرسال محطات عائمة بدءاً من هذا الصيف، من شأنها توفير ألف ميغاواط.

وتسببت المعارك التي شهدتها المناطق الواقعة جنوب العاصمة طرابلس لنحو 14 شهراً بدمار كلي لعشرات محطات نقل الكهرباء، إلى جانب سرقة آلاف الأمتار من أسلاك الأعمدة، ما أغرق المنطقة في ظلام تام.

ويعود بروز المحطات العائمة، وهي تسمى بالإنكليزية “باور-شيبس”، إلى ثلاثينات القرن الماضي، ومبدؤها يقوم على تحويل ناقلة بضائع إلى محطة عائمة، فتبحر نحو وجهتها حيث يتم ربطها بشبكة الطاقة المحلية بهدف تغذيتها.

ويعتبر سونر كابتاغاي من “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” أنّ القوة الموجّهة الأساسية لتدخل النظام التركي في ليبيا هي الرغبة في أن تكون له كلمته في العقود المستقبلية في هذه الدولة، وخصوصاً العقود الخاصة بقطاعات الطاقة.

وقبل أن تلقي تركيا بثقلها رسمياً وراء ما تسمى “حكومة الوفاق” في تشرين الثاني، كانت شركات البناء التركية تعمل بالفعل في مشاريع بليبيا، وقال مسؤول في القطاع في كانون الثاني: “إنّ حجم الأعمال التركية المتعاقد عليها في ليبيا يبلغ 16 مليار دولار، بما في ذلك ما بين 400 و500 مليون دولار في مشاريع لم تبدأ بعد”.

واستثمر أردوغان الاتفاقية الموقعة مع السراج في تشرين الثاني، والتي تنص على إقامة منطقة اقتصادية خالصة من الساحل التركي الجنوبي على المتوسط إلى سواحل شمال شرق ليبيا، لوضع يده على الثروات الطبيعية للبلد الغني.

وفي أيار الماضي، قدّمت شركة البترول التركية “تباو” طلباً إلى “السراج” للحصول على إذن بالتنقيب عن النفط في شرق البحر المتوسط، وقال وزير الطاقة في النظام التركي فاتح دونماز: “إنّ أعمال الاستكشاف ستبدأ فور الانتهاء من العملية”.

“حكومة الوفاق” المرتهنة بالكامل لنظام أردوغان، ليس باستطاعتها رفض أي مطالب تركية خشية رفع الدعم العسكري عنها وهو ما سيعجل بسقوطها، وتشير مصادر سياسية ليبية إلى أن السراج والميليشيات المتحالفة معه يسعون إلى تثبيت موطئ قدم دائم لأردوغان في البلاد من خلال منحه قاعدتين عسكريتين وهما قاعدة بحرية في مصراتة وأخرى جوية في الوطية.

وفي وقت يعيش فيه الليبيون حالة فقر مدقع في بلد غني بالنفط، تغدق “حكومة الوفاق” الأموال على استجلاب المرتزقة واقتناء العتاد التركي، وهو ما دفع القبائل الليبية المتحالفة مع الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر إلى إغلاق حقول النفط في الشرق والجنوب لتجفيف منابع تمويل الميليشيات المتطرفة المسيطرة على طرابلس.

وفي شباط الماضي سارعت حكومة الوفاق لنجدة الليرة التركية المتهاوية من خلال ضخ أربعة مليارات دولار في خزينة المصرف المركزي التركي، في الوقت الذي يعاني فيه الليبيون من شح في السيولة.

وخسرت الليرة التركية أكثر من 30 في المئة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي خلال السنتين الماضيتين.