التحالف السعودي يحتجز 22 سفينة وأزمة وقود خانقة تشل اليمن
تستمر أزمة انعدام المحروقات في اليمن جراء احتجاز تحالف العدوان السعودي للسفن النفطية، وعدم السماح لها بدخول ميناء الحديدة، حيث لا تزال العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية للأسبوع الثالث على التوالي تشهد أزمة مشتقات نفطية خانقة، وأكد مصدر مسؤول بميناء الحديدة، استمرار تحالف العدوان في ممارسة القرصنة تجاه سفن المشتقات النفطية ومنعها من الوصول إلى أبناء الشعب اليمني.
وأوضح المصدر أن قوى العدوان تواصل احتجاز 22 سفينة تحمل مشتقات نفطية رغم حصولها على التصاريح الأممية، مضيفاً: إن السفن المحتجزة من قبل العدوان تحمل أكثر من 144 ألف طن من مادة الديزل، و أكثر من 263 ألف طن من البنزين، بالإضافة إلى أكثر من 29 ألف طن من الغاز وأكثر من 100 ألف طن من المازوت.
هذا وألقت الأزمة النفطية بظلالها على جوانب الحياة العامة وأصابتها بشلل شبه كلي، واضطرت الكثير من المصانع بخفض إنتاجها لعدم توفر المحروقات، كما امتدت المعاناة لشريحة كبيرة من المواطنين الذين فقدوا مصادر دخلهم لاسيما ممن يعملون على سيارات الأجرة وباصات النقل، وما تبقى من مخزون احتياطي لدى شركة النفط أوشك على النفاد، وأصبحت السيارات أمام محطات التعبئة تنتظر لأيام من أجل الحصول على بضع ليترات من البنزين دون جدوى، في حين تتوالي التحذيرات من توقف معظم المرافق الخدمية في حال استمر تحالف العدوان بممارسته وحصاره التعسفي.
والأزمة تشكل واحدة من أكبر جرائم الحرب التي يمارسها تحالف العدوان والتي تعد مخالفة للقوانين والمواثيق الدولية.
وكانت وزارة النفط والمعادن، قالت في وقت سابق: إن المخزون المتبقي لدى الشركة من مادتي البنزين والديزل قد وصل إلى مرحلة حرجة جداً، ولا يكفي لتموين أهم القطاعات الحيوية في حدودها الدنيا، الأمر الذي سيؤدي إلى توقف كافة القطاعات خلال الساعات والأيّام القادمة، مؤكدة أنه في حال لم يتم تدارك الأمر من خلال السماح بدخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة دون تأخير، فإن اليمن ستشهد حدوث كارثة إنسانية كبرى لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً، وحملت الأمم المتحدة وتحالف العدوان، مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع، جراء توقف كافة القطاعات الحيوية المرتبطة بشكل مباشر بحياة ومعيشة المواطنين، وعلى رأسها قطاعات الصحة والنظافة والمياه والكهرباء والنقل والاتصالات.
من جهتها، حذرت وزارة الصحة اليمنية في صنعاء من كارثة صحية كبرى جراء انعدام المشتقات النفطية، وحملت الأمم المتحدة وتحالف العدوان السعودي مسؤولية حالات الوفاة اليومية نتيجة العدوان والحصار ومنع سفن النفط من دخول اليمن.
في غضون ذلك، أكد رئيس الوفد الوطني اليمني محمد عبد السلام أن الحديث المتداول عن جهوزية النظام السعودي للسلام في اليمن مجرد دعاية، تروج لأوهام لا أساس لها من الصحة، وأن الحرب العدوانية تشن على اليمن بإمرة وأسلحة أمريكا وبريطانيا، وقال في تغريدة على تويتر: إن العدوان والحصار نفي للسلام، ولن يكون السلام إلا بزوال نقيضه، وأضاف: إن الحرب على اليمن تشن بأوامر من لندن وواشنطن وعليه فانه لا يحق للمسؤولين البريطانيين والأميركيين الحديث عن السلام.
وتجري اتصالات غير مباشرة من عدة أطراف يمنية وغير يمنية، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق جولة جديدة من الحوار بين الأطراف اليمنية والأمم المتحدة، ودول تحالف العدوان حول صيغة لإحلال السلام، بينما تصريحات أممية قالت: إن السعودية جادة في إيجاد تسوية في اليمن، لكن مصادر مقربة أكدت أن النظام السعودي ما يزال مصراً عل الحرب والحصار.