استبيان يوضح التداعيات الخطيرة لوباء كورونا على صناعة النشر
آثار سلبية ونتائج كارثية على صناعة النشر في العالم العربي خلفها وباء كورونا ستظهر نتائجها خلال الفترة القادمة على النشر والمؤلفين والعاملين، وسيكون هناك وقت طويل لتعود صناعة النشر إلى ما كانت عليه قبل الوباء، هذا ما أظهرته نتائج الاستبيان الذي أجراه اتحاد الناشرين العرب مؤخرا حول آثار الوباء على صناعة النشر في الوطن العربي.
رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم حافظ ورئيس لجنة التطوير المهني في اتحاد الناشرين العرب أوضح لـ “البعث” أن الاتحاد شارك في الاستبيان الذي ضم 292 ناشرا من 16 دولة عربية، والذي أظهر أن صناعة النشر في الوطن العربي مهددة بالانهيار: 74% انخفاض المبيعات، و75% وقف النشاط، و34% نسبة الموظفين الذين تم الاستغناء عنهم، و15% بيع الإصدارات الورقية، و10% للكتب الرقمية، و50% خسارة نتيجة إلغاء المعارض.
وأضاف: من ا – 50% هي نسبة النشر العام يليها 35% نسبة ناشري كتب الأطفال والوسائل التعليمية وهى نسبة يجب تسليط الضوء عليها، إذا إن نسبة كتب الأطفال متطورة على باقي المنشورات وهى في تصاعد مستمر منذ سنوات وتنقسم غالبية إنتاجات الناشرين العرب بين 100 إلى 250 إصدارا تشكل 74% من نتائج الاستبيان، وأكثر من 1000 إصدار 18% وكانت نسبة الانخفاض في المبيعات خلال الربع الأول والثاني من العام الحالي من 3 – 74% مقارنة بنفس الفترة عن العام السابق لذلك قد نجد تراجعا كبيرا في واقع النشر العربي لهذا العام واضطرت ما نسبته 75% من المشاركين في الاستبيان لوقف التعامل مع المؤلفين، وهذا بالطبع سوف يؤثر على حركة الإبداع الفكري والأدبي في هذه الفترة الحرجة من عمر أمتنا العربية، وكانت نسبة الذين اضطروا لوقف التعامل مع المصممين والمراجعين اللغويين والمترجمين وتجار الورق ما بين 50- 67% مما قد يؤثر بشكل بالغ وخطير على الوظائف المتعلقة بصناعة النشر، وارتفاع معدلات البطالة بها وبالتالي سنجد تراجعا في عموم صناعة النشر كما أن 50% من الشركات ستمزج بين العودة للعمل بالطريقة القديمة والعمل من المنزل.
وبلغت نسبة مبيعات المعارض العربية 53% من إجمالي مبيعات الناشرين وهذا يوضح حجم الضرر الذي وقع على الناشرين العرب نتيجة إلغاء المعارض هذا العام ويؤكد على ضرورة العمل لإيجاد حلول سريعة لأزمة تنظيم المعارض في المرحلة المقبلة ومثلت نسبة مبيعات الكتب الورقية من خلال المنصات الإلكترونية 15% ونسبة مبيعات الكتب الإلكترونية 10% من نسبة مجموع مبيعاتهم، ومن الواضح أن هذه النسب لا تعوض بالشكل الكافي نسب الانخفاض الحاد في إجمالي المبيعات وهناك 56% من الناشرين على استعداد للمشاركة في موسم المعارض المقبل بالشكل التقليدي حتى في حالة عدم وجود دواء لفيروس كورونا المستجد وهذا مؤشر لوضع محرج يمر به الناشر و77% ستشارك في المعارض الافتراضية و23% لن تشارك وهى نسبة كبيرة أيضاً و51% ليس لديهم منصات الكترونية بينما 33% لديهم منصات الكترونية و57% من الشركات بحاجة إلى مساعدة تقنية في تأسيس منصة خاصة و70% تقوم بالبيع على منصات أخرى و30% نسبة التغيير في المبيعات من الكتب الورقية في الربع الثاني من العام الحالي و24% نسبة التغيير في المبيعات من الكتب الالكترونية خلال الربع الثاني من العام الحالي. وهناك 75% لم تحاول تمديد العقود بينما 7% مددت العقد لمدة سنة و3% مددت عقد الترجمة لمدة سنة وهذا سيؤثر سلباً على إنتاج الناشر و25% انخفضت نسبة إنتاجهم بين 50 إلى 75% بينما 24% توقف عن الإنتاج تماما، و1% زادت نسبة إنتاجهم و2% لن تتأثر ورأى 91% من المشاركين أن حركة المبيعات والقراءة قد تأثرت بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة مما يجعلنا جميعا ناشرين وقراء بحاجة لدعم حكومي لتنشيط وتشجيع الشعوب على القراءة.
وأوضح حافظ أن الناشرين العرب قدموا عدة مقترحات لتجاوز آثار الوباء تضمنت: الإعفاء من الضرائب والمساعدة في الإيجارات والإعفاء من رسوم الترخيص للعام الحالي وشراء الكتب من الناشر مباشرة ومنح قروض ميسرة تتحمل الدولة فوائدها ودعم شراء الورق وتنظيم المعارض على فترات متقاربة مثلا كل شهرين حتى يعتاد عليها القراء وتقليل عدد أيام المعارض ومحاولة تخفيض سعر الكتاب ليكون بمتناول الجميع ودعم للناشر وشراء المنتج المتميز لصالح الجهات الحكومية والتعاقد مع منصات الكترونية وتحويل المنتجات الورقية إلى الكترونية لمواكبة التطور والعمل على النشر الإلكتروني إلى جانب النشر الورقي والتواصل المباشر مع الزبائن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والبيع بشكل مباشر دون الانتظار لموعد إقامة المعارض والعودة للحياة بشكل طبيعي مع اتخاذ إجراءات الوقاية وتقليل النفقات وتوقيع اتفاقيات مع شركات الشحن الداخلي والدولي وإقامة المعارض الافتراضية وإنشاء صندوق تمويل المشروعات لدعم الناشرين.
بسام عمار