الأسهم العالمية في مواجهة مباشرة مع ضعف أساسيات الاقتصاد
عكس أداء مؤشرات الأسهم العالمية خلال الأسبوع الماضي، شدّة القلق الذي ينتاب المستثمرين من تلاشي الآمال بعودة الافتتاح الكليّ للاقتصاد، وسط تصاعد أعداد المصابين بالوباء في أكثر من منطقة من العالم وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية.
والجديد في مسار الأسهم ليس فقط تضاؤل الآمال المعلقة على عودة سريعة إلى الحياة الطبيعية، بل تفاقم أزمة الانفصال بين أسعار الأسهم المبالغ فيها وأساسيات الاقتصاد، خاصة وأن الإغلاق سوف ينعكس قريباً على نتائج الشركات للربع الثاني.
وعزّزت المخاوف من ضعف الأوضاع المالية للبنوك الأمريكية نتيجة مخصّصات تغطية الوباء، بعد نتائج اختبارات الشدة يوم الخميس الماضي، حيث فرض مجلس الاحتياطي الفيدرالي قيوداً جديدة على البنوك خشية تعرضها لمشكلات أشد قوة نتيجة تبعات الإفلاس والقروض الهالكة التي تتسبّب بها انكشافاتها على قطاع الشركات.
ومع دقّ ناقوس الخطر من تفشي الموجة الثانية من الوباء بعد ظهور مؤشرات على صعوبة السيطرة عليه في مناطق متعددة، خاصة بعض الولايات الأمريكية التي راهنت عليها قوى السوق في تفاؤلها بعودة النشاط الطبيعي بسرعة، ومنها ولايات تكساس وكاليفورنيا وفلوريدا، سيطرت مسحة من التشاؤم على أسواق الأسهم أفقدتها القدرة على التوازن ودفعتها بقوة نحو اللون الأحمر لتنهي الأسبوع في النطاق السلبي.
وقد تعمّقت خسائر الأسهم بنهاية الأسبوع نتيجة تعدّد الضربات التي تلقتها قوى السوق بدءاً من تقرير إعانات البطالة الأمريكي الذي كشف عن 1.4 مليون طلب تضاف إلى 46 مليون عاطل عن العمل، ثم تقرير الاحتياطي الفيدرالي حول البنوك بعد اختبارات الشدة، والأنباء على صعيد المواجهة مع الوباء التي أكدت إصابة 2.4 مليون أمريكي مع صعوبات في ضبط التفشي، واستمرار تراجع أسعار النفط للأسبوع الثاني على التوالي.
وانتهى الأسبوع على شاشات حمراء لم يخضر منها سوى شاشات بورصة طوكيو التي ارتفعت بنسبة 0.15% بصعوبة وسط سيل العدوى من الخسائر في آسيا، عكسه تراجع مؤشر هونج كونج بنسبة 0.38% حيث استقر على 24,549.99 نقطة بينما كانت أسواق الصين مغلقة يوم الجمعة في يوم عطلة.
وكان اللافت في أداء الأسهم الأسترالية تراجع سهم شركة طيران كونتاس بنسبة 9% يوم الجمعة في مؤشر على التشاؤم الذي يحيط بالقطاع نتيجة انفلات الوضع الصحي. وتكبدت مؤشرات وول ستريت خسائر متفاوتة تقدمها مؤشر داو جونز متراجعاً بنسبة 3.31% منها أكثر من 2% يوم الجمعة، حيث فقد 700 نقطة ليستقر على 25,015.55 نقطة. كما تراجع مؤشر «إس أند بي500» بنسبة 2.86% لكنه صمد بصعوبة فوق حاجز 3 آلاف نقطة مستقراً عند 3,009.05 نقطة، وتراجع مؤشر ناسداك أيضاً متأثراً بالمعطيات نفسها ليفقد 1.9% ويستقر بنهاية الأسبوع عند 9,757.22 نقطة.