لهيب الأسعار والانتظار.. ومقاعد من نار!
حسناً فعلت محافظة دمشق عندما وضعت مقاعد عند تجمع انطلاق ومركز انطلاق الميكروباصات وحافلات النقل الداخلي تحت جسر الرئيس، لكن المستغرب هو أن هذه المقاعد مصنوعة من الحديد الصاج، ليستهجن مواطنون هذا التصميم الغريب، متسائلين: كيف يمكن للمواطن أن يجلس على تلك المقاعد تحت عين الشمس الحارقة، حيث يتحول إلى كتلة من الجمر الملتهب، ربما لو وضع طبخة عليها لنضجت!؟ ألا يكفي المواطن انتظاره على نار كي يحصل على كرسي في سرفيس أو باص نقل داخلي، لتكتمل معه الصورة بجلوسه على مقعد من نار، خاصة أن أغلب الجالسين من النساء والمسنين أنهكهم السير أو التعب؟!
ولم تسلم المحافظة من الاتهامات حول هذا التصميم، ليأتي السؤال الأهم: هل هناك زيادة أو فائض من الحديد عند مديرية الصيانة حتى يهدر بهذه الطريقة العجيبة؟ أليس من الأولى أن تكون مصنوعة من الخشب لتحقيق الغاية من تواجدها؟
يؤكد مدير الصيانة في محافظة دمشق محمد حمامية أن المديرية قامت بفك المقاعد ونقلها تحت الجسر كي تكون في الظل، وألا تتعرض لأشعة الشمس، لافتاً في تصريح لـ “البعث” إلى أن التصميم من مسؤولية المدير السابق، وحالياً تم إعداد أنموذج وتصميم مع مظلات سيتم عرضها على المكتب التنفيذي في المحافظة لاتخاذ القرار المناسب، ليتم تركيب المقاعد مكان مقاعد الصاج التي نقلت إلى تحت الجسر.
وحول إمكانية تعديل تصميم مقاعد الصاج، أوضح حمامية أن المقاعد ستبقى على حالها كونها أصبحت في الظل وليست تحت أشعة الشمس، إلا أن توضيح حمامية لم يلق الرضى من المواطنين الذين أكدوا على تعرض هذه المقاعد لأشعة الشمس رغم وجودها تحت الجسر كون الحرارة مرتفعة والجسر لا يغطي كامل المساحات الموجودة.
ومع هذا التصميم الغريب يبقى السؤال عن هذا الأنموذج وكيف تمت الموافقة عليه من المكتب التنفيذي، فهل يعقل أن توضع مقاعد من الصاج كي تكون مكان استراحة المواطن؟ ليهمس أحد المواطنين مازحاً بأن المصمم يدرك الأحوال المعيشية الصعبة للمواطن، خاصة في ظل نار الأسعار، فحاول أن يبقيه في الأجواء: نار المعيشة ونار المقاعد!
علي حسون