هبوط مرير لكرة الجزيرة والأسباب كثيرة !!
الحسكة- عبد العظيم العبد الله
لم يعد خافياً على أحد كم الصعوبات التي عانتها كرة الجزيرة في مسيرتها في الدوري الممتاز وصولاً لتأكد هبوطها للدرجة الأولى قبل نهاية المسابقة بأربع جولات، فهناك من عدها انكسار وانهيار فالفريق يعاني ويذوق شتى الويلات رغم أن مكان إقامته لا يبعد عن الاتحاد الرياضي العام سوى أمتار قليلة، وهم يتساءلون لماذا لا يحس ويشعر المعنيون في الاتحاد الرياضي العام بحجم الوجع الكبير الذي يعانيه الفريق والكادر، وهم يذكرونه بجملة من المعوقات التي تشهدها البعثة بشكل يومي، منها أنهم لا يتناولون الطعام كما هو متعارف عليه، فهم يعتمدون التقنين في الأكل بأعلى درجاته، وقد أكّد بعض اللاعبين بأن أغلب الأيام ينامون وهم جياع، إلى جانب المعاناة النفسية اليومية، فلا روح ولا حماس ولا مال، وأيام كثيرة وهم بعيدون عن أهلهم ومحبيهم.
ومن الطبيعي حسب كلام جمهور النادي أن يكتفي بنقاطه السبع طوال فترة الدوري حتى تاريخه، فلكل مباراة قصة تراجيدية وأوجاع معيّنة، فما شهدته البعثة خلال توجهها إلى مدينة حماة قبيل اللقاء مع الطليعة، واحدة من عشرات القصص الموجعة، فالبعثة وصلت قبل موعد المباراة بساعتين، وغالبية اللاعبين يعانون الجوع وقلة الأكل، بالإضافة إلى الإرهاق والتعب الشديدين، الذي كلف بعضهم افتراش أرض الفندق،ورغم ذلك في الميدان كان اللاعبون أبطالاً وكافحوا حتى لم يعد للاستبسال مجال، وخسروا كما هو متوقع بفارق هدف وحيد، مع فريق أقل ما يقال عنه أن لاعبيه لا يشكون الجوع .
الجمهور الرياضي في الحسكة مازال ينتظر ما وعد به رئيس الاتحاد الرياضي بأنها محطة من محطاته، وأن أنديتها في صلب الاهتمام، وأن ما تجرعه فريق الجزيرة إشارة واضحة لباقي أندية الحسكة بألّا تطمح وتبحث عن التقدم والصعود للدرجات المتقدمة، مع ذلك هناك قلّة قليلة من جمهور محافظة الحسكة يتسلح بالثقة والتفاؤل بالقادم، وأن يصحح الاتحاد الرياضي العام موقفه من ناديها وأندية الحسكة، فهم يتذكرون زيارة رئيس الاتحاد الرياضي العام لفندق تشرين واللقاء ببعثة الجزيرة واعداً بالكثير والكثير، لكن ما يحصل اليوم من هزات وهزائم نفسية دليل واضح على أن الوعود ما كانت إلا إبرة مخدر .