أكثر من 80 غارة للتحالف السعودي على اليمن
كثف طيران تحالف العدوان السعودي من غاراته الجوية على مختلف المحافظات اليمنية، حيث بلغت أكثر من 80 غارة، 39 منها كان نصيب العاصمة صنعاء، والتي وصفتها قيادة تحالف العدوان بالعمليات العسكرية الواسعة، فيما تركزت بقية الغارات على محافظات صعدة والبيضاء والجوف وحجة ومأرب.
وشنت طائرات تحالف العدوان السعودي أكثر من 40 غارة جوية على مناطق متفرقة في صنعاء، واستهدفت مستودعاً لإطارات السيارات في منطقة ذَهْبّان شمالي المدينة ومستودعاً آخراً للأدوات المنزلية بمنطقة سعوان شرق العاصمة ما أدى إلى نشوب النيران فيهما، كما تسببت إحدى الغارات الجوية بأضرار في مبنى وزارة الإعلام وكذلك تعرض أحد مخازن المستلزمات الطبية الواقعة في حرم مستشفى 48 النموذجي في منطقة السواد جنوبي صنعاء إلى أضرار بالغة وخسائر في الأدوات والمستلزمات الطبية.
وقال بيان لمستشفى الـ 48 النموذجي: إن استهداف التحالف السعودي لها يمثّل تهديداً فعلياً لحياة المئات من المواطنين المرضى المستفيدين منها، وأضاف: إن القصف أدى إلى إلحاق الضرر بالمولد الكهربائي الخاص بالمستشفى وكذلك خروجه عن الجاهزية ما يؤثر سلباً على الخدمات الطبية التي تقدم للمرضى خاصة الأطفال والحضانة وقسم النساء وبقية الأقسام الطبية الحيوية كالعناية المركزة والطوارئ والعمليات.
وطاولت الغارات مُجدداً مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية ومعسكر الصيانة ومديرية أرحب ومنطقة الحتارش في الناحية الشمالية للعاصمة وجبل نُقُم ومعسكر الحَفا شرقاً ومنطقة النهدين جنوباً وجبل عيبان جنوبي غرب العاصمة.
هذا واستأنفت مقاتلات التحالف شن غاراتها على مديريتي ماهلية والعَبْدية المحاذيتين لمحافظة البيضاء جنوبي محافظة مأرب، بالتزامن مع احتدام المعارك العنيفة بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وقوات الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي المسنودة بالتحالف السعودي في المديريتين، وقصفت غارات جوية للتحالف السعودي منطقة قانِية شمالي محافظة البيضاء ومديرية مجزر شمالي غرب محافظة مأرب ومديرية خب والشعف بمحافظة الجوف شمالي شمال شرق اليمن وكذلك مديريتي حَرَض وميدي الحدوديتين بمحافظة حَجَّة شمالي غرب البلاد.
إلى ذلك، استشهد مدنيان اثنان وجرح 6 آخرين بينهم أطفال من جرّاء غارة جوية للتحالف السعودي استهدفت منطقة المقاش بمديرية الصفراء في صعدة.
وتزامن هذا التصعيد مع تهديدات وزير الدفاع اليمني اللواء محمد العاطفي باستهداف العمق السعودي من خلال انتقاء أهداف استراتيجية وبأسلحة أكثر تطوراً من شأنها وقف العدوان، في وقت تشهد محافظتي البيضاء ومأرب معارك عنيفة اعتبرها مراقبون استماتة الرمق الأخير، وسط تقدم للجيش اليمني بعد إحكام السيطرة على منطقتي ردمان وقانية بالبيضاء والتوغل إلى مديرية ماهلية والعبيدية التي تشكل مساحات كبيرة بمحافظة مأرب في عملية عسكرية واسعة تم الإعلان عنها مؤخراً عبر المتحدث بأسم القوات المسلحة اليمنية.
من جهته، أدان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية بأشد العبارات التصعيد العسكري لدول تحالف العدوان واستمرارها في استهداف المدنيين والمنشآت الخدمية والعامة، واعتبر أن تصعيد العدوان السعودي يتناقض مع ما يدعيه التحالف من وقف لإطلاق النار الذي أعلنته السعودية، بل يعمل بشكل واضح على إفشال الجهود التي يبذلها مبعوث أمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث لإنهاء العدوان، مؤكداً أن تصعيد التحالف يدل على عدم جدية النظام السعودي في تحقيق السلام ومضّيها في تحقيق أهدافها المتمثلة بتدمير اليمن واحتلاله ونهب ثرواته وتجويع أبناء الشعب اليمني.
ولفت المصدر إلى أن وقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج إلى جانب الجلاد ودعم بعض الدول له سياسياً وعسكرياً، وكذا التغاضي عن جرائم السعودية وانتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، يمنح تحالف العدوان السعودي الضوء الأخضر للمضي قدماً في العدوان على اليمن للعام السادس على التوالي، بحسب قوله، داعياً المجتمع الدولي ومجلس الأمن والدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن ومجلس حقوق الإنسان إلى الخروج عن الصمت والضغط على السعودية بكافة الوسائل وإجبارها على خفض التصعيد وإطلاق السفن النفطية والغاز المحتجزة، لما من شأنه تمهيد الطريق لإنهاء عدوانها وحصارها على اليمن وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم.
وقي وقت سابق، توعد رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام برد انتقامي هو الأقسى رداً على التصعيد الجوي للتحالف، وقال في تغريدة على تويتر: في ظل حصار مستمر غارات إجرامية على العاصمة صنعاء ومحافظات عدة في ظل حصار مستمر في عدوان مسكوت عنه عربياً ودولياً حين يمارس شعبنا اليمني حقّه في الرّد تضج الأمم المتحدة وآخرون ببيانات التنديد، وأمام اختلال الموازين فإن شعبنا العزيز متمسك بحقه في الدفاع وهو إلى جانب الجيش واللجان الشعبية في تنفيذ أقسى العمليات.
بدورها، أدانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية الهجمات العسكرية المباشرة لطيران التحالف على منازل ومستشفيات وممتلكات المواطنين في صنعاء ومختلف المحافظات، وأوضحت في بيان أن طيران العدوان استخدم في هجماته قنابل انشطارية شديدة الانفجار وأسفرت عن مقتل طفلة صغيرة وامرأة مسنة وإصابة ستة آخرين معظمهم من الأطفال والنساء بمحافظة صعدة، وبث الرعب والخوف لدى المواطنين وتهدم المنازل الممتلكات في مختلف المحافظات، مشيراً إلى أن الطيران الحربي للعدوان تعمد استهداف مخازن المستلزمات الطبية لمستشفى 48 النموذجي بمنطقة السواد بمديرية السبعين ، ما أدى إلى أضرار بالغة وخسائر في الأدوات والمستلزمات الطبية وترويع المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفى.