الجزائر تستعيد جثامين أبطال ثورتها من فرنسا
قبل أيام من الذكرى الثامنة والخمسين لاستقلالها، استعادت الجزائر، التي استعمرتها فرنسا 132 عاماً، أمس الجمعة، رفات 24 من شهداء المقاومة الشعبية الجزائرية للاستعمار الفرنسي، وكانت محفوظة منذ عقود في متحف الإنسان في باريس.
وكان في استقبال النعوش الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون وحشد من حرس الشرف، وستنقل الرفات إلى قصر الثقافة، وتدفن غداً الأحد في ساحة الشهداء في مقبرة العلية في الجزائر العاصمة.
مفاوضات طويلة وشاقة أجرتها الجزائر مع فرنسا مقابل استرجاع رفات هؤلاء المقاومين الأبطال، الذين “الذين أحبوا أرضهم وضحوا من أجلها بأعز ما يملكون”، حسبما أكد تبون، والذي أشار، أمام أفراد من الجيش، إلى العودة الوشيكة من فرنسا لـ “رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم، مضى على حرمانهم من حقهم الطبيعي والإنساني في الدفن أكثر من 170 سنة”، وأضاف: “أبى العدو المتوحش إلا أن يقطع آنذاك رؤوسهم عن أجسامهم الطاهرة نكاية في الثوار، ثم قطع بها البحر حتى لا تكون قبورهم رمزاً للمقاومة”.
وإلى جانب رفات المقاومين الأبطال للاحتلال الفرنسي فإن الجزائر تطالب أيضاً باسترجاع أرشيفها المتواجد في فرنسا، وقد جدد المدير العام للأرشيف الوطني الجزائري عبد المجيد شيخي التأكيد، أمس الجمعة، على أن بلاده “لن تتراجع أبداً” عن هذا المطلب، وأن “الأجيال التي ستتعاقب ستظل متمسكة بمطلب استرجاع كل الأرشيف الوطني الذي يؤرخ لعدة حقب من تاريخ الجزائر والذي تم ترحيله إلى فرنسا”.