تصحيح المسار الرياضي
في أول ظهور للسلّة الحلبية مع افتتاح مباريات الدوري العام، بدا مستوى الفرق الأربعة (الاتحاد – الحرية – اليرموك – الجلاء) متواضعاً ومخيّباً لجماهير هذه اللعبة ومؤشراً متراجعاً عن إمكانية المنافسة، ولا يعكس حقيقة سمعة وحضور هذه الفرق في السنوات السابقة.
لا شك أن رياضة حلب كمثيلاتها في باقي المحافظات تعيش حالة من الاختلال في التوازن والاستقرار، لأسباب أشرنا إليها غير مرة، وما ينسحب على لعبة كرة السلة كمثال للدخول في صلب الموضوع ينطبق على معظم الألعاب، ما يؤكد وجود خلل واضح في البنية التحتية للرياضة عموماً، يستدعي إجراء مراجعة للواقع الرياضي برمته، فالفرصة كانت متاحة لتصحيح مسار الرياضة، إلا أن المتوقع والمأمول من اجتماع المجلس المركزي لم يكن على قدر التطلعات وبالتالي جاء الاجتماع مكرراً، دون أي نتائج تُذكر، باستثناء بعض التوصيات والمقترحات التي تنتظر التنفيذ والتطبيق للحكم عليها.
لعلّ الجميع يتفق أن حركة التطور الرياضي المنشودة تحتاج إلى الإرادة والرغبة أولاً ومن ثم العمل الجاد لإحداث تغيير حقيقي ليس في الشكل وإنما في المضمون، لجهة إعادة صياغة مفردات العمل الإداري والتنظيمي كأولوية للارتقاء بالرياضة إلى جانب العمل التخطيطي والمبرمج وغيرها من متعلقات العمل الرياضي، لرسم خريطة جديدة للرياضة السورية مستوفية لشروط ومعايير منطقية وواقعية تتناسب مع متطلبات واحتياجات عملية النهوض، وليس العكس، أو بمعنى أدق لم يعد مقبولاً أن تبقى الرياضة تراوح في المكان وتدور في الفلك نفسه.
وبعيداً عن مخرجات اجتماع المجلس المركزي الذي جاءت نقاشاته خجولة ومقتضبة ولا تعكس طموحات العاملين في الحقل الرياضي، فإن من المفيد أن نذكّر مجدداً أن أية عملية تصحيح لا بد لها من أن تبدأ أولاً من الأندية التي تشكّل عصب الرياضة ومحورها ومشغلها، وهو ما يجب أن تأخذه القيادة الرياضية بالحسبان والاعتبار، من خلال وضع برامج عمل متكاملة ملزمة للجميع على المديين القريب والبعيد.
معن الغادري