وزير حرب أردوغان: جيشنا سيبقى في ليبيا إلى الأبد!
حذّر الجيش الوطني الليبي، أمس السبت، من تبعات توقيع اتفاقية عسكرية جديدة بين نظام أردوغان وميليشيات الوفاق التابعة له، وتوقّع خبراء بالشأن الليبي أن الأمر يوحي باقتراب المعركة في سرت، فيما أعلن وزير حرب النظام التركي خلوصي أكار، خلال زيارته لتفقد جنود بلاد المتواجدين في طرابلس، تمسّك بلاده بدعم حكومة الوفاق، في تحد للمجتمع الدولي الرافض لتدخل أردوغان عسكرياً في الصراع الليبي، الذي يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة ليبيا.
وأكد خالد المحجوب، مدير التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، أن الاتفاق يهدف بالأساس للسيطرة على حقول النفط، وأضاف: إن “حكومة الوفاق” التي يقودها السراج تقوم باتخاذ قرارات وعقد اتفاقيات خارج نطاق الشرعية، ملوّحاً بأن الجيش الليبي سيتصدى لكل تلك المحاولات، ولم الليبي بأن التهديدات الجديدة تأتي في إطار رفع سقف المطالب قبل الخوض في مباحثات سياسية جديدة لإنهاء الأزمة الليبية.
وكان الرئيس المصري أعلن الشهر الماضي مبادرة سلام لإنهاء الأزمة الليبية، لكن حكومة الوفاق رفضت المبادرة بتحريض تركي، وأصرت على استهداف سرت ما دفع القاهرة إلى توجيه تحذير واضح من مغبة الاستمرار في استهداف المدينة وقاعدة الجفرة.
وطالب المحجوب بخروج قوات الاحتلال التركي وطرد المرتزقة والمجموعات الإرهابية، مبيناً أن الاتفاق بين أردوغان والسراج ينصّ على إنشاء قاعدة عسكرية تركية في ليبيا، وتأسيس قوة مسلحة تركية يتمتع جنودها وضباطها الأتراك بحصانة ضدّ أي ملاحقة قضائية، ويمنح الضباط الأتراك في ليبيا صفة دبلوماسية لضمان حصانتهم.
ووصفت جهات ليبية الاتفاق الجديد بأنه احتلال واضح وعلني لليبيا من قبل النظام التركي، خاصة وأن حكومة السراج وقعت قبل ذلك اتفاقيات اقتصادية ترهن أموال الليبيين لصالح نظام أردوغان من خلال مساعدة اقتصاده المنهار ووقف تهاوي عملته. وضخت حكومة الوفاق في البنوك التركية مليارات الدولارات يعتقد أنها قيمة الجهود الأردوغانية لإنقاذ ميليشيات الوفاق من الانهيار في مواجهة الجيش الوطني الليبي.
ولم تتحدث حكومة الوفاق عن بنود الاتفاق، فيما قال الخبير العسكري المصري اللواء سمير راغب: إن الأمر يوحي باقتراب المعركة في سرت، وأشار إلى أن هناك عدة قرائن توحي باقترابها، وهي المعركة الأهم في الصراع في ليبيا، ويمكن أن نطلق عليها “أم المعارك”، حيث أن هذه الزيارة، التي لم يعلن عنها مسبقاً، ترسل رسالة بوضع غير عادي، وخاصة أنه في معظم جيوش العالم لا يتواجد وزير الحرب ورئيس الأركان خارج البلاد في مكان واحد إلا لأمر خطير.
يأتي ذلك فيما أطلق وزير حرب النظام التركي خلوصي أكار تصريحات مستفزة متحدثاً عن “السيادة التركية واستعادة نفوذ الأجداد في المنطقة والبقاء إلى الأبد”.
وباتت النظام التركي مؤخراً يتحدث بلهجة أشدّ صرامة من السابق تحمل في طياتها الكثير من الغرور والمكابرة، في ظل عدم تحرّك المجتمع الدولي لردع الانتهاكات الأردوغانية الصارخة.
وأضاف أكار، خلال زيارته جنود بلاده في طرابلس برفقة رئيس أركان الحرب التركي ياشار غولار، “في البحر أو البر أو حتى في الوطن الأزرق، في أي مكان لنا عليه سيادة، نقوم بكل ما علينا من واجبات. لنا مع المنطقة تاريخ مشترك يمتد لـ500 عام أجدادنا انسحبوا من المنطقة، لكننا سنقوم بكل ما يجب علينا أن نقوم به من أجل العدالة والحق وفي إطار القانون الدولي، وسنبقى هنا إلى الأبد مع إخواننا الليبيين”!، في إشارة إلى حكومة السراج.
واستمر أكار بتصريحاته المستفزة والمعادية للمجتمع الدولي ضارباً المناشدات الدولية التي تدعو تركيا للتوقّف عن انتهاكاتها، قائلاً: “لا يشك أحد في موقفنا هذا أو يعتقد بأننا سنتراجع عنه”، متحدياً: “القوات التركية البحرية في المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود، تقوم بكل ما عليها من واجبات على أحسن وجه”!.
ويتهم البرلمان الليبي السراج بالمؤامرة على أمن ليبيا تمكين أردوغان من احتلال الأراضي الليبية ونهب ثرواتها لتنفيس اقتصاد نظامه، بينما يعيش الليبيون أزمة خانقة وسط عجزهم عن استلام كامل مرتباتهم لتوفير حاجياتهم الأساسية وتأمين لقمة عيشهم.