دفعة جديدة من مرتزقة أردوغان إلى ليبيا
يواصل نظام رجب طيب أردوغان تنكرّه لتعهداتها في مؤتمر برلين بإرسال دفعة جديدة من المقاتلين المرتزقة إلى طرابلس للقتال إلى جانب ميليشيات “الوفاق”، في أحدث خطوة تؤكد تمرّد النظام التركي على القوانين الدولية، متحدّياً المجتمع الدولي من أجل تثبيت بقائه في ليبيا وتحقيق أهدافه التوسعية في المنطقة.
وفي هذا السياق، أرسل النظام التركي إلى ليبيا دفعة أخرى من المرتزقة الذين درّبهم على الأراضي التركية، وقالت مصادر: “إنّ أنقرة تخدع المرتزقة بوعود برواتب ومكافآت كبيرة”، مشيرةً إلى أن الهدف الأساسي لأردوغان هو السيطرة على مناطق النفط، وعلى رأسها سرت، وكذلك زعزعة الأمن القومي المصري، في محاولة لإعادة جماعة الإخوان إلى الحكم من جديد”.
وتأتي التعزيزات التركية لدعم “الوفاق” بعناصر متشدّدة، بينها مقاتلين منتمين إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، على الرغم من الإدانات الصادرة من عدة دول بشأن الانتهاكات التركية في ليبيا. ووقّع أردوغان مطلع العام الحالي اتفاقاً دولياً في برلين يقضي بعدم التدخل في الشؤون الليبية، لكنه لم يلتزم بتعهداته، مستمراً في دعمه العسكري لـ”الوفاق”، بما يؤجج الصراع في ليبيا ويحول دون التوصل لحل دائم في ليبيا.
واتفق المجتمع الدولي بالإجماع على أنه لا حل عسكرياً في ليبيا، وأن إنهاء الأزمة لا يتحقق إلا بالعودة إلى طاولة المفاوضات ووقف إطلاق النار بشكل دائم.
وفي حزيران الماضي أعلنت مصر مبادرة لإنهاء الحرب في ليبيا بالعودة للحوار السياسي، داعيةً الفرقاء الليبيين إلى وقف الاقتتال لحل الأزمة، لكن “الوفاق” بقيادة فائز السراج رفضت ذلك بدعم أردوغاني، معلنةً عملية عسكرية على سرت، ما أجّج الصراع الليبي وأربك جهوداً دولية مضنية تطمح لإرساء السلام في بلد يشهد حرباً دامية تسبّبت في مقتل الآلاف المدنيين ونزوح مئات الآلاف من الليبيين.
وفي إطار التدخل العسكري التركي في ليبيا الذي فاقم معاناة الليبيين، بلغ عدد المرتزقة الذين وصلوا الأراضي الليبية حتى الآن نحو 15300 مقاتل، وسط أنباء عن استمرار تركيا في تدريب مزيد من المقاتلين وإعداداهم لإرسالهم إلى طرابلس.
وبحسب المصادر، فإنّ من بين آلاف المقاتلين يوجد نحو 300 طفل ممن أجبرهم النظام التركي على القتال في ليبيا بإغراءات مالية مستغلاً ظروفهم القاسية.
بالمقابل، يطمح أردوغان إلى بقاء دائم في ليبيا وتثبيت حكم الإخوان والاستيلاء على الثروات الليبية ومنطقة المتوسط الغنية بالمحروقات.
في الأثناء، أعلن الجيش الوطني الليبي عن تدمير منظومات جوية نصبها النظام التركي في قاعدة الوطية غرب ليبيا. وقال مصدر مسؤول بغرفة عمليات القوات الجوية التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي: “إنّ ضربات جوية استهدفت رادارات ومنظومات دفاع جوي من طراز هوك ومنظومة كورال للتشويش في القاعدة المذكورة كانت القوات التركية قد ثبتتها الخميس الماضي في القسم الغربي من القاعدة”، فيما أشارت مصادر إلى أن الجيش الليبي نفذ 9 ضربات جوية دقيقة على منظومات دفاع جوي تركية من طراز “هوك” تم تركيبها مؤخراً في قاعدة الوطية (عقبة ابن نافع)، مضيفة: إنه تمّ تدمير 3 رادارات بالكامل.
و”هوك” هي منظومة دفاع جوية أميركية من إنتاج شركة ريثيون الأميركية، وتعتبر قديمة نسبيا لكنها لا تزال مستخدمة في بعض الدول، ويبلغ مدى صواريخها 25 كم وتستطيع مهاجمة الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض وحتى 30 م من سطح الأرض.
ولم تستبعد المصادر “مقتل مجموعة من الغزاة الأتراك خلال ضربات الجوية على قاعدة عقبة بن نافع”، حيث نشرت صوراً لوصول عدد من المقاتلين إلى مستشفى مدينة الجميل التي تبعد عن العاصمة طرابلس 100 كم غرباً، وأشارت إلى أن قوات الجيش الوطني الليبي “عادت إلى قواعدها سالمة” بعد أن “دمرت منظومة الدفاع التركية بنسبة مئة بالمئة”.
وكان قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر أكد في أيار الماضي التصميم على مواصلة الحرب حتى تحرير كامل التراب الليبي من الغزاة والمستعمرين الأتراك ومرتزقتهم، مشدّداً على أن “كل تركي وطئ الأرض وكل مرتزق أرسله معتوه تركيا أردوغان وكل خائن هو هدف مشروع لنيران مدافع الجيش الليبي”.
وتعاني ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي ناتو عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق ولا سيما في العاصمة طرابلس التي تنتشر فيها ميليشيات حكومة الوفاق المدعومة من النظام التركي.