خلل استثماري
تتشابه ظروف الأندية ومشكلاتها التي تتلخص بالضائقة المالية، وضعف الخيارات المتاحة في تأمين ريوع إضافية لسد حاجاتها ومستلزمات فرقها ورياضاتها، وفيما تنعم بعض الأندية الكبيرة بفرص أكبر وأوفر في مضاعفة وارداتها المالية عبر استثماراتها المتزايدة، نرى أن نادي الاتحاد على سبيل المثال الذي يملك أكبر وأضخم قاعدة استثمارية في واحدة من أهم وأفضل مناطق حلب الراقية، يعاني كغيره من الأندية الفقيرة من ضائقة مالية مستمرة تدفع به في معظم الأحيان إلى الاستدانة لتغطية نفقاته، ومصاريف ألعابه، ورواتب مدربيه ولاعبيه، ما يؤكد وجود خلل في هذا الملف وفي ملفات أخرى من المفترض مراجعتها والتدقيق بها، والبحث عن أقصر الطرق لإزالة هذه العقبة من خلال إعادة النظر في ملف الاستثمارات والفراغات الخمسة على وجه التحديد، ما يشكّل البداية لحلحلة العقدة المالية في هذا النادي الكبير والأغنى من بين الأندية السورية، وهو ما يتطلب إرادة حقيقية من كافة الأطراف لإعادة فتح هذا الملف، ومناقشة كل الأمور العالقة، وصولاً إلى استرجاع حقوق النادي المسلوبة التي تقدر بمئات الملايين إن لم تكن تتجاوز المليار .
ما ينطبق على نادي الاتحاد ينسحب على جاره نادي الحرية مع بعض الفوارق في طبيعة المكان، والمساحات المشغولة والمطروحة للاستثمار التي أثارت هي الأخرى لغطاً واسعاً في أوساط النادي حول ضعف وارداتها قياساً بقيمتها الحقيقية، والأسعار الرائجة والمتداولة .
على العموم، وبعيداً عن الخوض في التفاصيل وفي خفايا وخبايا الاستثمار الرياضي، نجد من الضرورة أن يتصدر هذا الملف أولويات عمل القيادة الرياضية في حلب لأهميته وتأثيره المباشر على مسيرة الناديين مستقبلاً، والأمر يحتاج إلى الكثير من الجهد والشفافية والمصداقية، على الأقل لوضع حد لكل اللغط والجدل المثار، ولضمان حق الناديين في وجه المحاولات المستمرة لاستغلال مقدراتهما.
معن الغادري