وزارة الثقافة وأمانة دمشق للثوابت الوطنية تكرمان الأب إلياس زحلاوي
“من يدافع عن وطنه يدافع عن وجوده” هذه المفردات ذكرها الأب إلياس زحلاوي في الفيلم التسجيلي التوثيقي الذي أنتجه التلفزيون العربي السوري، إعداد الإعلامية إلهام سلطان وعُرض في جلسة تكريمه من قبل وزارة الثقافة –مديرية ثقافة دمشق- مع أمانة دمشق للثوابت الوطنية- في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة.
وعلى الرغم من تكريم كاتب مسرحية المدينة المصلوبة التي أظهرت التلاحم الديني في القدس، إضافة إلى الكثير من الكتب السياسية والثقافية والترجمات مرات عدة من قبل وزارة الثقافة، إلا أن هذا التكريم كان مختلفاً لأنه كان تكريماً لفكر إلياس زحلاوي الذي يحمل ثقافة الحب والتسامح واحترام إنسانية الإنسان، فأوجد معد الجلسة ومقدمها د. فرحات الكسم مقاربة بين فكر الأب زحلاوي وفكر الصوفية والشيخ محيي الدين بن عربي الذي نبع فكره من الحضارة الإنسانية ودعا إلى التعاون الروحي بعيداً عن الانتماءات الدينية.
وتوقف الكسم عند قول الأب زحلاوي حينما سُئل في أحد لقاءاته هل نستطيع نشر ثقافة الحب في زمن الحرب؟ فأجاب: كلما زاد الحقد وجب علينا نشر ثقافة الحب. فتعليم ثقافة الحب هي السبيل لبناء الإنسان، وهذا الهدف من تكريم الأب زحلاوي، كما ذكر د. الكسم في جلسة حوارية تحليلية اعتُمد فيها على الفيلم الذي دمج بين حديث الأب زحلاوي الموجه للحاضرين وبين مقاطع متعددة من مشاركات جوقة الفرح التي عكست صورة حقيقية عن التلاحم الاجتماعي والتعايش الديني في سورية في غنائها الجماعي بمشاركة أفرد من مختلف الأجيال مع موسيقيين مسيحيين ومسلمين يجمعهم الحب وتضمهم الأم سورية.
جسور المجتمع
بدأ الفيلم الذي سُجل أثناء سنوات الحرب بحديث الأب زحلاوي عن المؤامرة الكونية التي عملت على إزالة سورية من الوجود، إلا أن سورية بصمودها وثباتها ستنتصر وستعيد بناء العالم بأسره، وأوضح الأب بأن السبيل للخلاص هو المحبة التي تبدأ من داخل الأسر لتشكل جسوراً داخل المجتمع، فسنوات الحرب أشبعتنا بالإحباط واليأس والموت وأصبحنا بحاجة إلى الحب والفرح، فتوقف عند مشاهد من الأغنية التي غنتها جوقة الفرح في أحد المهرجانات “يا ناس حبوا الناس” داعياً إلى تمثل مفرداتها في سلوكيات الحياة اليومية. وعاد إلى حقيقة المؤامرة بالعودة إلى قراءات قديمة نشرت، منها دراسة كتبها إسرائيلي في مجلة صهيونية في مطلع الثمانينيات تبين مخططات إسرائيل وما جرى في سورية والعالم العربي بلغة تقريرية، لينتقل إلى الدور الأمريكي في كتابه الذي ترجمه وصادر عن وزارة الثقافة” الكابوس الأمريكي” وكتاب”إمبراطورية العار”.
طاقات الشباب
وفي محور أهمية دور الشباب يسأل الأب زحلاوي “لماذا لم نستطع أن نغزو العالم بطاقات شبابنا، لنساعد الغرب على معرفة حقيقة سورية ومعرفة داخلها، وحتى لاندع فرصة للإعلام الغربي أن يسدل ستاراً كثيفاً علينا، مستحضراً من خلال الفيديو ما قدمته جوقة الفرح في مهرجان العالم العربي في أمريكا من إشراقات أذهلت الأمريكيين، ولاسيما بأغنية “طلع البدر علينا” مع صولو الناي وخط الإيقاع بالضرب على الدف ومن ثم توظيف الآهات ورفع العلم السوري الذي يوحد كل الأطياف ويظهر صورة سورية للعالم. لينهي الأب زحلاوي حديثه بسؤال “ما العمل؟” هل نكتفي بالتشخيص أم ننتقل إلى العمل؟ وما الذي يمكن فعله لإعادة بناء سورية؟ وهل الاختلاف بالرأي يلغي المحبة؟.
مداخلات كثيرة ناقشت ثقافة الحب وفكر الأب زحلاوي، منها مداخلة د. أمل محاسن رئيسة جمعية أصدقاء دمشق التي تحدثت فيها عن دمشق أقدم عاصمة مأهولة التي حملت عبر الأزمان ثقافة الحب وطبقتها على أرض الواقع، داعية الشباب إلى الارتباط بسورية والتمسك بالانتماء والعمل على بناء سورية.
وأشادت أميمة البيك بمحبة الوطن وبالتمسك بالثوابت الوطنية التي نحتاج إليها في هذا الوقت. وأكد كثيرون على دور الإعلام في نشر ثقافة الحب التي تساهم ببناء سورية.
درع التكريم
وفي ختام الجلسة سلم مدير ثقافة دمشق وسيم المبيض والسيدة رباب أحمد مديرة المركز درع التكريم إلى الأب زحلاوي بحضور محبيه في صالة المعارض أثناء افتتاح معرض الفنانة دعاء بسطاطي تأكيداً من الأب زحلاوي على ثقافة الحب وتقديراً لما تقدمه بسطاطي التي تجاوزت إعاقتها الجسدية بلا يدين لتصبح فنانة تشكيلية متميزة.
ملده شويكاني