“دار اجتمع فيها العالم”
يقع عند سفح جبل ميوهيانغ، أحد الجبال المشهورة لكوريا، المبنى الكوري الطراز الذي يتميّز بجماله المعماري البالغ وضخامته، ويتآلف جيداً مع المناظر الطبيعية المحيطة به، وهو بالضبط معرض الصداقة الدولية، الذي يعتبره الكوريون مفخرة للبلاد.
تعرض فيه ويُحافظ على الهدايا المقدمة إلى قائدي كوريا الحديثة، كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل من رؤساء الدول وقادة الأحزاب والحكومات، ومشاهير الشخصيات من مختلف الأوساط السياسية والاجتماعية لـ 188 بلداً من البلدان في العالم، وهي مصنّفة حسب القارات والبلدان والفئات الاجتماعية والتسلسل التاريخي.
يبلغ عدد مجموع الهدايا المعروضة هناك أكثر من 116 ألف قطعة، حتى أن اليوم الكامل لا يكفي لتفقدها جميعاً، على ما يقال.
أما الهدايا المحفوظة في المعرض فهي تضم المشغولات اليدوية الدقيقة الممتازة من الذهب والفضة، ومصنوعات الفنون التطبيقية من العاج والحجر والخشب والمعادن، وأعمال الفنون الجميلة وسائر التحف الفنية بشتى صنوفها، والعقاقير النادرة، والقطع الأثرية التاريخية، والملابس الفاخرة، والأثاث والمفروشات، ومختلف أنواع النفائس، والحيوانات المحنطة.. الخ. هكذا، لا تعد ولا تحصى أنواع وأشكال هذه الهدايا، فضلاً عن علو مستوى صنعها ومنتهى دقتها.
نذكر على سبيل المثال صورة الرئيس كيم إيل سونغ المرسومة بالحروف العربية التي استخدمت في ترجمة مؤلفه من الكورية إلى العربية، وزوجي عاج كبيرين جداً يبلغ طولهما 2.5 متر، ويزن كل منهما 55 كيلوغراماً.
هذه الهدايا من كل لون وشاكلة تعبّر عن الاحترام والإجلال اللذين يكنهما المجتمع الدولي للزعيمين العظيمين لكوريا الاشتراكية، كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل، ودعمه وتأييده لقضية الشعب الكوري.
وبما أن الهدايا معروضة حسب القارات والبلدان، يبدو لزوار هذا المعرض وكأنهم يتجولوّن في بقاع العالم، عند تفقد كل أركانه.
فكل من يزورون المعرض لا يتمالكون أنفسهم من شدة الدهشة والإعجاب بالوفاء والإخلاص المبذول للهدايا وندارتها وضخامتها، واصفين بأن هذا المعرض هو “مخزن الكنوز المشبعة بولاء وإخلاص شعوب العالم أجمع لتمجيد الرجلين العظيمين”، و”دار اجتمع فيها العالم”.
حقاً، إن هذا المعرض يعكس مشاعر الاحترام لزعيمي كوريا الاشتراكية، التي يحملها المجتمع الدولي العريض، انجذابا لسمعتهما العالية وسجاياهما الجديرة بالرجل العظيم، نظراً لأنه يضم عدداً غير قليل من الهدايا المقدمة إليهما حتى من البلدان المعادية، ناهيك عن معظم البلدان في العالم.
من أبلغ الأمثلة على ذلك الهدايا النزهة المقدّمة إلى الرئيس كيم إيل سونغ من كبار الشخصيات الأمريكية واليابانية، تقديراً وإكراماً له.
قال الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، الذي أهدى إليه صحناً نحاسياً مزخرفاً نادراً: “… أقول دون أدنى تردد إن الرئيس كيم إيل سونغ هو بمثابة إله الشمس في صنع مصير الإنسان لكونه أعظم من مجموع مؤسسي الدول في العالم”.
ومن جانبه، قدّم إليه نائب رئيس الوزراء الياباني السابق غانيمار سينغ الذي كان نائب مجلس النواب، دمية ترمز إلى الزي القومي الياباني كهدية، وهو يقول: “أرجوكم، يا سيادة الرئيس كيم إيل سونغ أن تثقوا بأنني أحترمكم غاية الاحترام من صميم قلبي كسياسي عظيم، وسوف أقف دائماً إلى جانب كوريا. حقيقة، أخذتم بمجامع قلبي”.
وأكثر ما يدهش الناس هو أن الشخصيات من مختلف الأوساط في البلدان العديدة من العالم لا تزال ترسل الهدايا إلى الرئيس كيم إيل سونغ ورئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل، إجلالاً لهما حتى بعد وفاتهما.
بهذا المعنى، يعد معرض الصداقة الدولية بمثابة “دار اجتمع فيها العالم”، ويظهر فيها جلياً وفاء وإخلاص شعوب العالم كله، التي تحترم وتبجل هذين الرجلين العظيمين.