الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

أطول علم فلسطيني شمال غرب القدس رفضاً لمخططات الضم

شارك مئات الفلسطينيين، أمس الخميس، في فعالية احتجاجية شمال غرب القدس المحتلة رفضاً لمخططات الاحتلال الإسرائيلي ضم أراض من الضفة الغربية. واحتشد المشاركون في الفعالية، التي نظمتها هيئة العمل الوطني والشعبي، شمال غرب القدس المحتلة عند حاجز الجيب بين مدينتي القدس ورام الله رافعين أطول علم فلسطيني 100 متر، في رسالة للمسؤولين الدوليين الذين يمرون عبر الحاجز مفادها “أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بتمرير خططه الهادفة لتهويد القدس وتنفيذ الضم بحق عدد من قرى شمال غرب القدس”.

كما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتبت بعدة لغات مكتوب عليها الشعب الفلسطيني يرفض الضم وتهويد القدس وصفقة ترامب لن تمر.

وفي هذا السياق، حذرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من خطط كيان الاحتلال الإسرائيلي ضم أراض من الضفة الغربية، مؤكدة أنها ستتسبب بالمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وقالت: “إن نهج روسيا الداعم (لحل الدولتين) على أساس القواعد المعترف بها دولياً لم يتغير”، مشيرة إلى أن خطط كيان الاحتلال هذه ستثير جولة جديدة من العنف في المنطقة.

كما أدان رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف السياسة التوسعية للكيان الصهيوني ومخططاته لضم أجزاء من الضفة الغربية إلى كيانه الغاصب، وأوضح، في كلمة له أمام جلسة عبر الفضاء الافتراضي لاتحاد البرلمانات الآسيوية، أن هذه الإجراءات تتعارض مع كل القوانين والقرارات الدولية وتمثل عدواناً جديداً على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشدّداً على دعم إيران للشعب الفلسطيني، وداعياً المنظمات الدولية وخاصة اتحاد البرلمانات الآسيوية إلى بذل كل الجهود لوقف المخططات الصهيونية التوسعية.

يأتي ذلك فيما شهدت مدينة نابلس بالضفة الغربية وقفة تضامنية دعماً للأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال وتنديداً بانتهاكاته المتواصلة بحقهم وخاصة الإهمال الطبي المتعمد بحق المرضى.

ورفع المشاركون في الوقفة، التي نظمتها اللجنة الوطنية لدعم الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر في نابلس، لافتات تطالب بالتحرك الفوري لحماية الأسرى ومحاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها بحقهم، والتي كان أحدثها استشهاد الأسير سعدي غرابلي جراء الإهمال الطبي المتعمد.

وأكد المشاركون أن ما يجري بحق الأسرى داخل معتقلات الاحتلال انتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية، داعين كل المؤسسات الدولية والإنسانية والحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى بذل مزيد من الجهود لوقف ممارسات الاحتلال التعسفية.

ويواجه نحو ستة آلاف أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي ظروف اعتقال قاسية حيث يعاني 1800 أسير منهم أمراضاً متعددة بسبب انتشار الأوبئة والجراثيم بينهم نحو 700 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل وخاصة حالات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي.

وفي اعتداءات جديدة، شنّت قوات الاحتلال، فجر الخميس، حملة مداهمات واعتداءات واسعة في الضفة والقدس المحتلة، واعتقلت 14 فلسطينياً، بينهم قياديان في المقاومة، هما حسين أبو كويك من بلدة بيتونيا غرب رام الله، وجمال الطويل من مدينة البيرة.

كذلك اعتقلت قوات الاحتلال عدداً من طلاب جامعة “بيرزيت” وطالباتها، كما تصدى الفلسطينيون لاعتداءات الاحتلال الذي استخدم الأعيرة المعدنية المغلّفة بالمطاط وقنابل الغاز، ولاسيما في حيّ أم الشرايط وبيتونيا.

واقتحمت قوات الاحتلال بلدة سلوان في القدس المحتلة، حيث اعتقلت الشاب رامي غيث، عقب اعتداء مستوطنين عليه أثناء وجوده قرب حائط البراق.

كما اقتحمت قوات الاحتلال قرى وبلدات في الخليل ورام الله والبيرة وقلقيلية وجنين والقدس المحتلة بالضفة، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت 20 منهم.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت، أول أمس، 24 فلسطينياً في مناطق متفرقة بالضفة.

إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.

في الأثناء، هاجمت قوات أخرى مع قوة من “المستعربين” بلدة العيسوية، حيث اختطفت الفتى عمر أحمد خليل محمود، وقد تزامن ذلك مع تصدي الفلسطينيين لهذه القوات.

وشهد أول أمس عدداً من الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين، حيث تعرّضت طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، للدهس بجيب عسكري، بالإضافة إلى حملة من الاعتقالات جرت في مدينة الخليل.

تعليقاً على ذلك، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن حملات العدو الصهيوني الممنهجة ضدها، ومن ضمنها حملة الاعتقالات المسعورة بحق أعضائها وكادراتها، تؤكد صوابية خيار الجبهة الكفاحي والسياسي. واعتبرت أن استهداف الاحتلال للطلبة والشباب سببه التوتر الداخلي في الكيان من انطلاقة متجددة للحراك الشعبي الغاضب في عموم فلسطين المحتلة، وخشيته أيضاً من تصاعد عمليات المقاومة الشعبية العنفية في الفترة القادمة.

بدورها، أعلنت فصائل المقاومة أن عملية اعتقال القياديين الطويل وأبو كويك من رام الله، هي محاولة من الاحتلال للتأثير في مسار العمل الوطني المشترك، الذي يهدف إلى مواجهة الاحتلال ومشروعه في الضم والتوسع، وقالت: “إنّ الرد على عمليات الاعتقال التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق الشخصيات المؤثرة في شعبنا، هو المزيد من العمل الوطني المشترك القائم على الوحدة ومواجهة الاحتلال”، وأكدت أن المسارعة في صياغة برنامج وطني مشترك لمقاومة قرار الضم ومشاريع الاحتلال على الأرض ضرورة وطنية ملحّة، فشعبنا الفلسطيني بقواه كافة سيواصل معركته فوق كل شبر من أرضه.