لينا ديب: بين بداية اللوحة ونهايتها يعيش الفنان حياة كاملة!!
نجحت الفنانة لينا ديب في أن تجد لنفسها خطاً واضحاً في الفن التشكيلي وتركت بصمة ميزت أعمالها بخصوصيتها وفرادتها وتمكنت من خلق نتاجها الفني بشغف وجدية ممزوجة بثقافة أكاديمية، فهي مدرسة في جامعة تشرين والأكاديمية العربية في اللاذقية، وها هي لوحاتها المحملة بالرمزية والتمازج تزهو في معرضها المقام حالياً في المركز الوطني للفنون البصرية. فكيف تقدم الفنانة لينا ديب نفسها للمتلقي وماذا عن معرضها الحالي؟
تقول: أنا فنانة تشكيلية أسعى إلى التعبير عن رؤيتي الذاتية، وأفكاري ومشاعري الخاصة وأصقلها على سطح اللوحة لأكوّن تشكيلا مفعما بمخزوني الداخلي لما ينطبع في ذاكرتي من مشاهدات يومية ممتزجة بالموروث الحضاري المكتنز في أعماقي، أما عن معرضي الأخير فهو جزء من تجربتي الفنية عبر مراحل متعددة تنتمي لبحثي في فن الحفر والطباعة وفن التصوير أيضاً ومجموع الأعمال الموجودة فيه هي 55 عملاً بأحجام متنوعة وتقنيات متعددة بدءاً من فن الحفر والطباعة الكلاسيكي إلى التجديد في طرح العمل الفني سواء من حيث التكنيك ومن حيث أسلوب طرح الفكرة وصياغة التشكيل، وفيما يخص المزج بين تقنيتي الحفر والتصوير معاً توضح لينا: بعد تخرجي من الكلية قسم الحفر والغرافيك وبسبب عدم وجود محترف للغرافيك في بلدي توجهت للعمل بتصميم وتنفيذ الديكور حسب المتاح ونفذت مشاريع هامة من سينما ومسرح وقاعات اجتماعات ومكاتب ولكن بعد فترة من هذا العمل انتابني الحنين إلى إنتاج اللوحة وعدت لإنجاز لوحات الحفر على الخشب واللينوليوم والكارد بورد وطباعتها يدوياً في مرسمي بطريقة الضغط لعدم وجود مكبس مما دفعني إلى التوجه لفن التصوير والريشة، إلا أن شغفي بفن الغرافيك جعلني أقوم بحفر كليشيهات وأختام ومن ثم طباعتها على القماش والعمل بالريشة على سطح اللوحة للمزج بين التكنيكين للوصول إلى الشكل الأمثل في جمالية اللوحة.
وفيما يخص فن الطباعة الذي تعتمده لينا والظاهر بقوة في لوحاتها تحدثت: فن الطباعة هو تكنيك عالمي وأكاديمي وفي النهاية المتلقي هو من يحكم إذا كنت قد وفقت في اختياراتي أم لا، وعناصر اللوحة هي مفردات استقيها من الواقع الذي نعيشه معجونة بما تخزنه ذاكرتي من الموروث البيئي والتاريخي والحضاري لأعيد صياغتها في قالب فني معاصر.
اللوحة والحياة
اللوحة تمثل جزءاً من الحياة وبالتالي هي لوحة غير مكتملة، فهل ترغب لينا في الوصول لمرحلة اكتمال اللوحة؟ تقول: اللوحة في إنجازها تستهلك جزءاً من وقتي وجهدي وتفكيري، هي مرحلة من البحث والتجريب لمحاولة الوصول إلى الكمال في لحظة إنجازها، فبين بداية العمل في اللوحة وبين نهايتها هناك حياة كاملة وعند انتهاء اللوحة أشعر أنني أولد من جديد، لكن البحث مستمر في العمل الفني وبالتالي اللوحة توّلد لوحة جديدة والفكرة توّلد فكرة أخرى في حالة مستمرة.
وتلفت لينا إلى أنها غالباً تذهب للوحة بفكرة مسبقة: الفكرة هي التي تلح علي وبإصرار لتجسيدها في اللوحة فأحياناً أبدأ باسكتش وأحياناً أخرى أذهب إلى مساحة اللوحة البيضاء ليبدأ العقل والعاطفة بالعمل معاً ثم يأتي بعدها دور ضربات الفرشاة وتأثيراتها المتولدة عن تداعياتي الداخلية وثقافتي البصرية، وفيما يتعلق بدوافع لجوئها إلى اللوحة وتأثير ما نعيشه من واقع وظروف على ما ترسمه تبين لينا: اللوحة هي من تشدني للجوء إليها وبقوة لدرجة أنني أجد نفسي فيها بكل حالاتي، وبما أن الفن غالباً ما يكون وليد معاناة فهو هو وجه من وجوه الحياة، إذ تقرأ لينا المعاناة بالفن من خلال إنجاز العمل الفني للوصول إلى تحقيق التوازن في التشكيل واللون والمساحات اللونية واللوحة التي يجب أن تعكس الموسيقى الداخلية لهواجس الفنان بالتالي على الفنان أن يشعر بالمسؤولية تجاه عمله الفني.
الفنانة السورية
وتؤكد عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الفنانين التشكيليين: فيما يخص ما قدمه الاتحاد للفنانين في الفترة الأخيرة، لا شك أن المرحلة كانت صعبة من حيث ظروف البلد العامة ومع ذلك فقد أنجزنا خطوات هامة في العمل النقابي حيث أصبح قانون التقاعد وقانون المساعدة الفورية قيد التطبيق وعملنا على المساعدة في تنشيط فروع الاتحاد في المحافظات، وكذلك عملنا على إطلاق موقع الكتروني للاتحاد لتغطية النشاطات الفنية والثقافية والسيرة الذاتية للفنانين الأعضاء في الاتحاد،
وعن مكانة الفنانة السورية في المشهد التشكيلي تلفت لينا إلى أن الفنانة السورية أثبتت ذاتها في المشهد التشكيلي من حيث الإنتاج والمستوى الفني، لكن حضورها على الساحة التشكيلية أقل من حضور الفنان الرجل بسبب انشغالها بتربية أطفالها ومسؤوليات المنزل وبالتالي فالوقت المتبقي عندها للبحث الفني ولإنجازه ضيق.
لوردا فوزي