بشير بشير في صالة الشعب
يفتتح في الساعة السابعة من مساء الاثنين المقبل في صالة الشعب للفنون الجميلة في الفردوس بدمشق معرض الفنان بشير بشير بعنوان “الحياة حرف”. وسبق أن أقام التشكيلي بشير خلال السنوات الماضية مجموعة من المعارض المتتابعة دون انقطاع فهو من التجارب الحاضرة بنشاطها ودأب صاحبها لتوكيد ذاته الفنية التي تعتمد الحرف أساسا لها، كما تتصف محاولات التجديد والبحث عن صيغ موازية لهذا العالم الغرافيكي الثري، إلا أن الفنان محكوم بمعطيات أساسية بنيت عليها خبرته ربما لا يجد بداً من متابعة هذا المسار المألوف، وبالتالي هو مطمئن لحصيلته الفنية المتكئة على جانب دعائي وترويجي ربما يجعله أكثر يقينا بحكمة خياراته التي ألفها وعايشها، وحسبي أن هذا اليقين قد يوقع الفنان في التكرار واستنزاف هذه التجربة “الحروفية” التي تعتبر جديدة وغير مستقرة، أو أن عوامل نضجها الثقافي – رغم خصوصيتها العربية – لم تتحقق بعد، حسب مؤرخي ونقاد الفن. ولا يمكن استبعاد سوق الاحتكار العالمي للفنون وسياسة المتاحف وحركة المال المقتني للفنون الحديثة الذي يزحف بالتوازي مع المشاريع السياسية للدول المهيمنة والرافضة لفنون الهويات الوطنية والتراثية.
تتصف لوحة بشير بشير بالمساحات اللونية الرحبة حيث السطوح الملونة بفرح تحددها الخطوط الغرافيكية الواضحة المشابهة للكتابة العربية بهندستها التلقائية المتحررة من قواعد التخطيط أو رسم الحرف التقليدي وصرامة الحرفة والمهنية، حيث يذهب الفنان نحو غنائية تشكيلية مبسطة تقارب الإعلان حينا في معالجة السطح الملون والخط المحدد والفاصل لها، وتستوعب متطلبات التكوين المحكم القائم على التوازن والعمارة الموصوفة بحسها الهندسي التزييني، وهو التكوين الذي يعتبر أساس اللوحة يستدرجه من مكتسباته البصرية وثقافته العملية هو أفضل ما يميز لوحة بشير العامرة بحرفها ولونها.
معرض يستحق المتابعة ونأمل أن يكون فيه بعض الجديد لتجربة هذا الفنان النشيط الذي يسعى بما يملك نحو اكتساب الخصوصية الفنية ووضعها في مكانها الذي يستحق، والأرجح أن مثله قد حصل واستحق عن سابق إصرار وشغف.
أكسم طلاع