نورس عثمان: “المنديل” تجربة مميزة وجديدة
بعد مشاركته كمصمم رقص في العرض المسرحي البصري الراقص “المنديل” (إخراج بسام حميدي) والذي انتهت عروضه مؤخراً على خشبة مسرح الحمراء، أعرب نورس عثمان عن سعادته بمشاركته في هذه التجربة المميزة والتي خاضها في سعيه للتأسيس لمسرح بصري في سورية، مبيناً أن الرقصات التي صممها للعرض كانت وسيلة لإيصال المعاني والأفكار ضمن سيرورة فكرة العرض التي وضعها المخرج حميدي بحيث لا تتشتت وليدل الرقص على الفكرة والحالة الدرامية التي جاءت في النص الذي كتبته عبير عودة، مؤكداً أن الرقص في العرض كان يوازي أهمية النص الدرامي والتقنية البصرية المستخدمة وقد حاول فيه مع المخرج أن يوازن بين الصورة والحركة بما يخدم الصورة الجمالية.
ونوه عثمان إلى أن أغلب العروض المقدمة على خشبة مسارحنا مازالت تفتقد للصورة الجمالية وهي غالباً عروض تحكي عن أفكار أكثر كونها تقدم صورة بصرية، مشيراً إلى أن أكبر صعوبة واجهها عثمان كمصمم رقص أثناء التحضير للعرض هو المواءمة بين التقنية والحركة إضافة إلى عدم وجود مثل هذه التجارب سابقاً، من هنا أشار إلى أن الرقصات كانت موجودة في مخيلته، إلا أن الخطوة الأهم والأصعب برأيه كانت في إمكانية تطابقها مع التقنية العالية المستخدمة ولتحقيق ذلك كان في بعض الأحيان يضطر لإجراء تعديل في الغرافيك والرقصات وبالعكس، مشيراً كذلك إلى أن طبيعة الفضاء والأرضية والمكان الذي سيقدم عليه العرض فرض عليه تصاميم معينة وبما أن العرض كان على خشبة مسرح الأوبرا وهي مساحة بعيدة قليلاً عن الجمهور ولأن العرض فيه خط درامي وتعبير أداء، كان من الضروري أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار، لذلك اجتهد كثيراً لإيصال حالة من الحركة وعدم نسيان تعابير الوجه على الراقصين خاجيك كجه جيان وسماح غانم،
وأوضح عثمان أن فكرة العمى في عرض “المنديل” جذبته كثيراً خاصة وأنه يعاني من مشكلة في عينيه إلى جانب أن هذا العمل يشكل تجربة جديدة له كشاب يجب أن يخوض العديد من التجارب فهو كمصمم رقص لم يكن لديه فكرة عن التقنيات البصرية وكيف تصنع خاصة وأنه في ظل الحرب لم يعد يطلع على تجارب الآخرين فيها بشكل مباشر، ولم ينكر عثمان أن صعوبات كثيرة واجهت العمل إلا أن المخرج حميدي استطاع تجاوزها وتلافي أي خطأ كان من الممكن أن يحدث بفضل خبرته وإيمانه بما يقدمه.
أمينة عباس