أندريه سكاف: لا أستطيع أن أكون ممثلاً منفذاً …
ممثل كوميدي من الطراز الرفيع، وهو سعيدٌ بهذا التصنيف، لأنه يعشق الكوميديا التي هي جزء من شخصيته الحقيقيّة.. افتقده المشاهدون في الموسم الرمضاني واقتصرت مشاركته على مسلسل “ببساطة”، وهو الممثل الذي يكاد لا يغيب عن الشاشة، وقد اعتدنا على متابعته في أعمال عدة لأنه يعشق التمثيل، المهنة التي لا يحب سواها، كما أنه من أكثر الممثلين جماهيرية على الرغم من ابتعاده عن أدوار البطولة التي حصرتها شركات الإنتاج بممثلين ذوي مواصفات معينة لا تتوفر فيه.
*غبتَ على غير المعتاد عن الموسم الدرامي الرمضاني واكتفيتَ بمسلسل “ببساطة” فما هي الأسباب؟.
**عُرِضَ عليّ أكثر من عمل ولم يتمّ الاتفاق مع الشركات المنتجة، والسبب هو الأجور المسيئة لنا كفنانين، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه كل الأسعار مازال الكثير من الشركات المنتجة داخل سورية تتعامل مع الفنان وفق أجور ما قبل الأزمة.
*عدتَ لمسرح الأطفال هذا العام من خلال مسرحية “أونلاين”.. حبذا لو تحدثنا عنها؟.
**“أونلاين” مسرحية للأطفال من تأليف وإخراج بسام ناصر، كانت تجربة جديدة، وهي من أهم التجارب المسرحية التي سبق وأن قدّمتُها مع شركة نتالي، لأنها تتناسب مع العصر الحالي والفترة الزمنية التي نعيشها في ظل إدمان الأطفال على ألعاب الانترنت، وهي مشكلة خطيرة تؤدي إلى حالة عزلة يعيشها الطفل كما تتسبّب بعدوانيته لأن معظمها يحرّض على العنف وانعكاسها يظهر على المدى البعيد، وقد تمّت معالجة هذه المشكلة في المسرحية بطريقة تعليمية فنية تدعو للابتعاد عنها والاستفادة من الانترنت بطريقة أُخرى، كتعزيز اهتمامات الطفل الموسيقية والشعرية والأدبية التي تهذّب الروح والنَّفْس البشرية والبحث عن المعلومات المفيدة التي تغذّي ثقافته وخياله، والتأكيد على دور الأهل في ذلك بحيث لا يقتصر دورهم على منعه بل إيجاد طريقة لإقناعه وتوجيهه تدريجياً بشكل صحيح من خلال تطوير ذاته عبر النت.
*تعاونك متكرر مع شركة نتالي؟.
**تعاوني مع شركة نتالي قديم، فقد شاركتُ سابقاً في خمسة عروض للأطفال وكانت جميع هذه المسرحيات متميزة لاعتمادها على البساطة والتقنية العالية وإيصال المعلومة للطفل من خلال فرجة مسرحية كوميدية ليتقبل الطفل كل المعلومات التي يجب أن نمرّرها له، وقد أصبح لدينا جمهور دائم يسأل بشكل دائم عن عروضنا، وهذا حقّق لي سعادة كبيرة، حيث أصبحت لي مكانة عند الأطفال.
*ماذا عن مساهمتك في عروض مسرح الطفل في القطاع الحكومي؟.
**تعاملي مع القطاع الحكومي في مسرح الطفل يقتصر على عمل مسرحي واحد هو مسرحية “سندريلا” مع الفنان الراحل نضال سيجري، وهي مسرحية من أجمل المسرحيات التي قُدمَت للطفل وستبقى في ذاكرتي دائماً.
*أليس لديك رغبة في الوقوف على خشبة المسرح القومي بعد غياب طويل؟.
**بالتأكيد لديّ رغبة بالوقوف على خشبة المسرح القومي، علماً أنني من متابعي عروضه وأنا أحرص على مشاهدتها، وعندما أحضر عرضاً مسرحياً لا أخرج منه بعين الناقد بل بتقدير للجهود المبذولة في هذه العروض التي بذل فيها صانعوها أقصى ما عندهم.
*تصنَّف اليوم كممثل كوميدي، فهل يعجبك هذا التصنيف؟.
**يعجبني كثيراً، فأنا ممثل كوميدي، وقد أصبح لي جمهور كبير في هذا المجال، وأنا سعيدٌ به لأن إدخال السعادة والفرح إلى قلب الجمهور ليس مسألة سهلة، ويعجبني هذا التصنيف أيضاً لأنني شخص مرح وأميل للكوميديا في حياتي، علماً أنني كممثل قدَّمتُ شخصيات تراجيدية كثيرة نالت الاستحسان، مع التأكيد على أن نسبة كبيرة من أعمالنا هي أعمال تراجيدية، وبالتالي أستطيع أن أتواجد فيها بسهولة، أما الأعمال الكوميدية فهي أعمال ما زالت قليلة نوعاً ما.
*بعيداً عن الكوميديا جسّدتَ شخصية عطوف في مسلسل “دقيقة صمت”.. حدثنا عن تجربتك في هذا المسلسل؟.
**كنت سعيداً بالنجاح الذي حقّقته شخصية عطوف في مسلسل “دقيقة صمت” إخراج شوقي الماجري رغم أن مشاهده كانت قليلة، مع الإشارة إلى أن شخصية عطوف التراجيدية كانت خلاصة حوار ونقاش مع المخرج الذي كان العين المراقبة لي لكي لا أذهب باتجاه الكوميديا التي تسري في دمي.
*أنت من الأبطال الدائمين في مسلسل “بقعة ضوء” فأية خصوصية يحملها هذا العمل لك؟.
**شاركتُ في مسلسل “بقعة ضوء” بكل أجزائه، وهي تجربة ناجحة أصبح لها جمهورها، وقد تناوب عليه عدة مخرجين، وكان لكل مخرج أسلوبه، ومع كل مخرج كنت حريصاً على الحوار والنقاش حول الشخصية للوصول إلى الشكل النهائي الذي يرضيني كممثل ويرضيه كمخرج، فأنا لا أستطيع أن أكون ممثلاً منفذاً، ودائماً لي وجهة نظر أناقشها مع المخرج للوصول إلى رؤية واحدة حول كل شخصية من الشخصيات.
*وماذا عن مسلسل “الطواريد” الذي يبدو أنه تجربة مختلفة في مسيرتك في عالم الكوميديا؟.
**“الطواريد” تجربة مختلفة على صعيد الكوميديا، وهو من إنتاج شركة كلاكيت ميديا التي كانت تهدف إلى تقديم مسلسل بدوي يشبه تركيبة مسلسل “ضيعة ضايعة” على صعيد وجود الشخصيات النمطية: رئيس المخفر، الشاعر، شيخ العشيرة، وجسّدتُ فيه شخصية الشاعر ابن زيتون، وقد نجح العمل وقدَّمتُ فيه دوراً من أحب الأدوار إلى نفسي وهو من إخراج مازن السعدي.
*ما هي الشخصيات التي جسّدتَها وكانت علامة فارقة في مسيرتك؟.
**أقف عند شخصيتي في مسلسل “نهاية رجل شجاع” فهي التي عَرَّفت الجمهور عليّ بشكل كبير، وكذلك عند شخصية أحمد في مسلسل “عيلة خمس نجوم” وشخصية برهوم في مسلسل “الفصول الأربعة”، وكذلك شخصياتي في مسلسلات “أهلاً حماتي” و”أعقل المجانين” و”عش المجانين” و”أبو دلامة”.
*عملتَ مع المخرج الليث حجو في عدة أعمال فما هي الخلاصة التي خرجتَ بها؟.
**تكررت شراكتي مع المخرج الليث حجو، ولعلّ أهمها كان مسلسل “الانتظار” وكذلك في الأجزاء الأول والثاني والرابع من مسلسل “بقعة ضوء”، ولعلّ أهم خلاصة خرجتُ بها هي أن البطولة في أي عمل يقوم به حجو هي له.. إنه مخرج متميز، وأهم ما فيه أنه ورغم ميلي الكبير للكوميديا إلا أنه يأخذني دائماً لما هو إنساني عميق، وهذا له قيمة كبيرة عند الجمهور لأنه الأكثر تأثيراً بهم.
*انتشرت الأعمال المشتركة كثيراً في الآونة الأخيرة، وقد شاركتَ في بعضها، فما رأيك بها؟.
**هناك العديد من الأعمال التي أحببتُها كثيراً، ولكن بشكل عام أقول إنها ما زالت تجارب غير ناضجة، فالمسلسلات التي تكون من هذا النوع تحتاج إلى تبرير منطقي لتواجد مجموعة من الجنسيات وهو غير موجود اليوم في معظمها، حيث إن الخلط الموجود فيها هو مجرد جمع ممثلين من الوطن العربي، دون أن أنكر أنني عشتُ تجربة أكثر من رائعة في مسلسل “جيران” الذي تناول مجموعة قصص لعدد من العائلات المتواجدة في مبنى واحد، والجميل في هذه النوعية من الأعمال أن الممثل يتعرف من خلالها على زملاء له من جميع أنحاء الوطن العربي، وهي مسألة تدخل السعادة إلى قلبي لأن اللقاء مع هؤلاء يعني التعرف على ثقافة بلد وعلى فهم آخر للمسرح والتلفزيون والسينما، لذلك أرى أن التواصل في الدراما العربية يجب أن يستمر من خلال هذه الأعمال.
أمينة عباس