بعد الصافرة.. الأندية الغائب الأكبر ..!
رغم أن الأندية هي المنطلق الأول لأي بطل رياضي والمورد الأساسي للمنتخبات الوطنية، إلا أن حيّز الاهتمام به وتطويره ليس على القدر المطلوب، فخلال الاجتماعات المتعدّدة على مستوى المجلس المركزي أو المكتب التنفيذي يكون التركيز بالشكل الأكبر على اتحادات الألعاب ومسؤوليتها عن المنتخبات الوطنية.
والناظر لحال أنديتنا يدرك أن أغلبها يعيش حالة ضعف على صعيدي التخطيط والتنفيذ مع غياب الاستقرار الإداري والفني، وبالتالي اقتصار دورها على المشاركات الشكلية في بطولات الجمهورية في بعض الألعاب، وانعدام مساهمتها في تطوير ألعابها وصولاً لرفد المنتخبات الوطنية.
وهذه الحال لها أسبابها التي لا تكاد تخفى على أحد، فغياب المال اللازم للصرف على الألعاب وخاصة الفردية والجماعية غير المحترفة هو جوهر المشكلة، كما أن انعدام الرؤية الفنية والاستثمارية لإدارات الأندية جعلت الحديث عن أي تطور أمراً مستبعداً.
وهنا لابد من الحديث عن دور اللجان التنفيذية في المحافظات التي نسيت أو تناست لسنوات طويلة موضوع الخارطة الرياضية، وبالتالي أسهمت في إغراق الكثير من الأندية في مغارم الاحتراف، وساعدت على اندثار الكثير من الألعاب دون أن تحرك ساكناً.
توصيفنا لحال أنديتنا ومشكلاتها من المفترض أن يكون واضحاً بالأساس لدى القيادة الرياضية، لكن وضع الحلول لا يمكن أن يتمّ إلا من خلال تصوّر واضح عن وظيفة النادي، وكيفية انتشال أغلب أنديتنا من براثن العلاقات الشخصية وتسلّط الداعمين والمتبرعين، وهذا أمر صعب ومطلوب بآن معاً!.
لن نبالغ إذا قلنا إن سبب تراجع رياضتنا الأساسي هو غياب دور الأندية وتقلّص مساحة الرعاية لها، فهل نرى في قادم الأيام خطوات في اتجاه إعادة الاعتبار للأندية أم أن اتحادات الألعاب ستبقى محور الاهتمام؟.
مؤيد البش