رياضة حلب بين الواقع الراهن و ضرورة التغيير
حلب- معن الغادري
لم تعكس الانتخابات الرياضية في دورتها الأخيرة، وما أفرزته من نتائج على مستوى إدارات الأندية والقيادة الرياضية، طموحات وآمال الشارع الرياضي في حلب، وكانت -أي الانتخابات- موضع تشكيك وانتقاد واتهام الكثيرين ممن لم يحالفهم الحظ في الفوز ومن الناخبين أيضاً، فيما بدا واضحاً عزوف الكثير من الرياضيين عن الترشح والانتخاب لقناعتهم بأن الانتخابات لعبة قد لا يجيد إدارتها إلا البعض، وأنها قد لا تفرز الأفضل والأجدر لاعتبارات كثيرة منها التكتلات والتحالفات المبنية على المصالح والمنافع الشخصية!.
هذه النظرية أو الرؤية، إن صح التعبير، بدأت ملامحها تظهر جلياً على الواقع الرياضي غير المرضي والمتراجع في رياضة حلب، بالنظر إلى ما تشهده حالياً من فوضى إدارية وتنظيمية واستثمارية انعكست سلباً على المستوى والمردود الفني.
هذا الواقع لم يكن بعيداً عن أعين القيادة الرياضية التي رصدت ميدانياً مجمل ما تعانيه من مشكلات وأزمات متراكمة ومتشابكة خلال زيارتها الأخيرة إلى حلب، وهذه الزيارة تركت انطباعاً إيجابياً لدى المهتمين بالشأن الرياضي، واعتبرها البعض بأنها البداية لتصحيح المسار من خلال إحداث تغيير جذريّ في الشكل والمضمون، وهو ما تؤكده المعطيات الجديدة بأن ثمة تغييراً كبيراً على مستوى إدارات الأندية واللجنة التنفيذية خلال الفترة القريبة جداً وبما يعيد التوازن لها .
التسريبات المؤكدة تشير إلى أن القيادة الرياضية تدرس حالياً خيارات عدة بهذا الخصوص، خاصة ما يتعلق منها بترميم الشواغر وإعفاء بعض إدارات الأندية المقصّرة. وهنا نشير إلى نادي الاتحاد وربما جاره نادي الحرية اللذين يتصدران حالياً همّ واهتمام الشارع الرياضي.
ووفق ما حصلت عليه “البعث” من معلومات فإن النية تتجه إلى إعادة تشكيل مجلس إدارة جديد لنادي الاتحاد، وهناك تواصل جديّ مع المهندس باسل حموي ليكون على رأس الإدارة الجديدة بعد انتهاء الموسم الرياضي، وكذلك الأمر ينسحب على إدارة نادي الحرية، حيث تفيد المعلومات بأن القيادة الرياضية تدرس أسماء عدة لإعادة تشكيل مجلس إدارة جديد للنادي.
والمعلومات ذاتها تؤكد أن القيادة الرياضية تواصل مشاوراتها لإعادة تشكيل أو ترميم اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي، وتدعيمها بخبرات وكفاءات جديدة كونها وفق رأي البعض تفتقد إلى الانسجام والتناغم وغير قادرة بتشكيلتها الحالية على القيام بمهامها والنهوض بالواقع الرياضي .
وبطبيعة الحال سواء حدث هذا التغيير وهو مطلوب أكثر من أي وقت مضى، أو لم يحدث، تبقى المشكلة قائمة إن لم يكن هناك تغيير في الفكر الرياضي وفي الممارسة وفي آليات العمل، فالمشكلة لا تكمن في الأسماء وحسب وإنما في العقلية والذهنية، والمفترض أن تكون مواكبة لضرورات التطور والنهوض الحقيقي، وهو ما طالب به الكثيرون من أصحاب الخبرة بألا يكون التغيير لمجرد التغيير فقط، بل يجب أن يكون الاختيار دقيقاً ومستوفياً لشروط ومعايير الكفاءة والخبرة، بعيداً عن المحسوبيات والعلاقات الشخصية والتي لطالما أضرّت بالأندية وبالرياضة عموماً.
ويرى الرياضيون في حلب أن ناديي الاتحاد والحرية بسمعتهما ومكانتهما يستحقان إدارتين على قدر كبير من الخبرة والمصداقية لدفع مسيرتهما بخطوات واثقة نحو الأمام، وهو ما يأملونه من القيادة الرياضية بأن تكون خياراتهم هذه المرة صائبة على مستوى الأندية وعلى مستوى رياضة المحافظة عموماً.