موسم الهجرة إلى السجائر الوطنية.. 15،5 مليار المبالغ المحولة من “التبغ” لخزينة الدولة في 6 أشهر
دمشق – علي بلال قاسم
أتت نتائج الاستقصاء الدوري لأذواق المدخنين، والذي أجرته المؤسسة العامة للتبغ خلال الأشهر الماضية، لتشكل وقوفاً على حقائق لطالما نجحت “الريجي” في توطينها بتقديم المنتج الوطني الأفخم والأجود والأفضل، وما عزوف الكثير من المدخنين – كما يقول الاستقصاء- عن تدخين السجائر الأجنبية وتفضيل الوطنية إلا تأكيد جديد على قدرة تحدي الظروف عند الشركات الوطنية ومواجهة الأزمات المفروضة بالسعر الاقتصادي الذي يناسب شرائح المدخنين، والدليل ارتفاع نسب التسويق، وخلو مستودعات المؤسسة من المخازين، رغم وجود تعليمات بالاحتفاظ بمخزون استراتيجي يكفي السوق لشهرين، لكن بسبب الطلب الزائد يتم بيع المنتجات أول بأول من خطوط الإنتاج للموزعين فوراً.
أما المعطى الآخر الذي يحسب لتاريخ هذه المؤسسة، فيتعلق بمؤشر المبالغ المحولة كفوائض اقتصادية وضريبة وربح ورسم إنفاق وقيمة محصول وإعادة إعمار، لتصل في 6 أشهر إلى 15،5 مليار ليرة، منها 6 مليارات إنفاق استهلاكي و4،5 مليارات فوائض، و3،3 مليارات ضريبة ربح عن 2019 وما قبل، ومليار ضريبة تبغ، في وقت قامت المؤسسة بتسديد كامل قيمة التبوغ المشتراة من المزارعين للموسم الحالي 18 مليار ليرة .
ويشير تقرير تتبع تنفيذ خطط المؤسسة خلال النصف الأول من العام الحالي، والذي تلقت “البعث أون لاين” نسخة منه إلى أن المبيعات قدرت كمية المبيعات المخططة خلال الستة أشهر بـ 4000 طن قيمتها، 24،4 مليار ليرة، في حين بلغت الكمية المنفذه فعلاً من المبيعات 4682 طناً قيمتها 35 مليار ليرة، فتكون نسبة التنفيذ 117% من حيث الكمية و143 % من حيث القيمة.
وبمقارنة كمية وقيمة المبيعات لغاية 30-6 ومع ما يقابلها في العام الماضي لنفس الفترة والبالغة 1994طناً قيمتها 11،5 مليار ليرة، ونجد هناك زيادة في الكمية قدرها 2688 طناً نسبتها 135%، وزيادة في القيمة قدرها 23،5% نسبتها 204 % نظراً لزيادة أسعار بعض الأصناف، إضافة إلى زيادة الكميات المباعة.
وتعزو المؤسسة سبب زيادة المبيعات عام 2020 عن العام الماضي بالوصول إلى المناطق التي حررها الجيش، خاصة الأرياف المنتجة، وتحسن نوعية وجودة المنتجات الوطنية بعد إجراء الصيانات اللازمة لآلات السجاير.
وذكر التقرير أن قيمة كمية الإنتاج المخططة لغاية 30-6-2020 بـ4000 طن “24،4 “مليار ليرة، وكمية المنفذة فعلاً من الإنتاج المحلي 3048 طناً قيمتها 24،4 ملياراً بنسبة تنفيذ 77%.
عدم وصول نسبة التنفيذ إلى 100% يرجع إلى قدم خطوط الإنتاج وعدم توفر قطع التبديل الأساسية، والذي يعود بعضها إلى السبعينيات، وعلى الرغم من ذلك ماتزال تعمل بشكل مقبول بسبب الخبرات الفنية المتوفرة في المؤسسة والصيانات الدورية لها.
وبهدف تطوير وتحديث خطوط الإنتاج تم إدراج مشروع آلة سجاير جديدة ضمن الخطة الاستثمارية للمؤسسة وحالياً المشروع قيد الدراسة الفنية، ويهدف إلى تحسين نوعية المنتجات وإنتاج سجاير بمواصفات تلبي أذواق المستهلكين، وبمقارنة كمية وقيمة الإنتاج لغاية 30-6 مع ما يقابلها في العام الماضي لنفس الفترة والبالغة 2598 طناً قيمتها 13 ملياراً نجد هناك زيادة في الكمية قدرها 450 طناً نسبتها 17%، وزيادة في القيمة قدرها 11 ملياراً نسبتها 84،4 %.
ويعود سبب الزيادة في الإنتاج إلى تنفيذ الصيانات الدورية للآلات ومعايرتها، ومتابعة جميع الأعطال التي قد تحصل بشكل فوري ومعالجتها، والتوجه بالشراء الفني للتبوغ والذي يؤدي إلى تخفيض نسب الهدر وتحسين مواصفات السجاير المنتجة، والتي تنافس الأصناف الأجنبية وتلبي أذواق المستهلكين المحليين.
وطلب مجلس إدارة المؤسسة بمراقبة ومتابعة عملية تخفيض نسب الهدر الحاصل إلى أدنى مستوياته، وبالنسبة لصنف الفلش يعود سبب انخفاض نسب إنتاجه إلى أن المؤسسة تتبع سياسة متوازنة بين حجم الطلب وحجم الإنتاج، وبسبب قلة الطلب على هذا الصنف، وكونه لايحتمل فترات تخزين طويلة فإن سياسة المؤسسة تعتمد على تخفيض إنتاجه إلى الكميات المطلوبة بالسوق.