الأقنعة للضعفاء الديمقراطيين…
ترجمة: عائدة أسعد
عن توب ستوريز 9/7/2020
توفي أكثر من 130 ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب COVID-19 وعدد الحالات آخذ في الانفجار، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرفض اتخاذ إجراء، وهناك مخاوف متزايدة أن تتجه الولايات المتحدة نحو الكارثة.
إن عالم ترامب الصغير لا يعترف إلا بالحقائق التي تناسبه، حتى إنه يسعى دائماً للتخلص من الناس الذين لا تتطابق آراؤهم معه، بالإضافة إلى ذلك يرفض النظر في النقاط المخالفة لسياسته، وأجندته البسيطة: “إبقاء البيض إلى جانبه حتى يصوتوا له مرة أخرى”.
لقد نجح هذا النهج مع ترامب في البداية حين كان الاقتصاد على ما يرام، وانخفاض البطالة، حينها كانت للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة قاعدة جماهيرية تؤمن بقدرته على الإثبات للعالم أن أمريكا “عظيمة”، لكن الفيروس تسبب في انهيار كل شيء.
على الرغم من أن العديد من البلدان وضعت تدابير صارمة لمنع انتشار الفيروس التاجي الجديد، إلا أن ترامب رفض أن يأخذ الوباء على محمل الجد، وبدا الأمر كما لو أنه يحضر عرضاً مسرحياً كتب النص بنفسه.
منذ البداية كان الاقتصاد على رأس أولويات ترامب، وليس الصحة العامة، ويبدو أن ترامب وبعض مستشاريه كانوا على استعداد للتضحية بالمسنين والمرضى من الأمريكيين حتى لا يتعطل الاقتصاد، ويعرّض فرص إعادة انتخابه في تشرين الثاني للخطر.
كان على ترامب أن يبدأ بأخذ الموقف على محمل الجد بعد أن تحولت نيويورك إلى جحيم، وكان يتوجب عليه أن يعلن الصحة العامة أولاً، كما كان ينبغي عليه إصدار توجيهات للتأكد من أن الناس يرتدون أقنعة واقية، ويحافظون على مسافة بين بعضهم البعض، وكان ينبغي عليه فعل ذلك لمنع تفاقم الوضع المتصاعد بسرعة.
لم يفعل ترامب ذلك، فالرجل القوي لا يظهر الضعف ولا يرتدي قناعاً، فالأقنعة للضعفاء، إنها للديمقراطيين، ولكن ها هو يخرب الولايات التي كانت تصوت عادة للجمهوريين، وها هو الفيروس التاجي ينتشر بشكل خاص في المناطق التي يحتاجها ترامب لإعادة انتخابه، حيث تمتلئ المستشفيات بكامل طاقتها، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الإصابات.
أخيراً، فرض رؤساء البلديات والمحافظون في العديد من الولايات الجمهورية، وبينها تكساس، إلزامية استخدام أقنعة الوجه في المواقف التي لا يمكن فيها الابتعاد اجتماعياً، وبات عدد أقل من الناس يحضرون تجمعات ترامب، ويبدو أن جهوده لإلهاء الناخبين من العواقب الوخيمة لفشله في الرد على الوباء قد باءت بالفشل، حتى إن بعض الجمهوريين البارزين عبّروا عن شكوكهم بشأنه، وحذروا من المخاطر التي قد تواجهها الولايات المتحدة إذا فاز في إعادة انتخابه، وبات العديد من مؤيديه السابقين يستيقظون أيضاً، لأنه أصبح من الواضح أنهم معرّضون لخطر الإصابة بمرض خطير، أو الموت، أو فقدان أحبائهم.