رياضةصحيفة البعث

استثمارات نادي حطين.. واقع مؤلم وأحلام مؤجلة ومشاريع على الورق

اللاذقية – خالد جطل

تعاني أندية اللاذقية الأمرين للحصول على مردود مادي نظراً لقلة استثماراتها التي لا تفي لسد رمق متطلبات لاعبيها، ما يدفع إدارات هذه الأندية لإيقاف وتجميد عدة ألعاب لتتمكن من حل المعادلة الأصعب ما بين مدخولها ومصاريفها التي تفوق بعشرات المرات ما يدخل غلى خزينة الأندية.

نادي حطين الذي يعتبر قلعة من قلاع الرياضة السورية لعشرات سنوات مضت يعيش حالة من عدم التوازن في الجانب المادي، فباتت الألعاب التي تمارس بالنادي تعد على أصابع اليد الواحدة بعد أن كان النادي يعج بمعظم الألعاب دون استثناء، وخاصة كرة اليد التي سيطر عليها حطين لسنوات، واعتلى منصات التتويج، وقدم لمنتخباتنا الوطنية نجوماً لمعوا على المستوى العربي، فيما اللعبة حالياً منسية كألعاب أخرى نتيجة ضغط المصاريف لضعف الحالة المادية.

وللوقوف على وضع استثمارات نادي حطين التقت “البعث” بالمدير التنفيذي للنادي كمال قدسي الذي تحدث بألم وحرقة عن الواقع المادي في ظل ما نعيشه من احتراف وهمي لرياضة بحاجة لمئات الملايين سنوياً كدعم لكل ناد لتعيش الألعاب حالة مقبولة .

القدسي قدم شرحاً مفصلاً عن استثمارات النادي الذي يقع بمنطقة شعبية مجاوراً لدوار اليمن ومحطة القطار ونادي تشرين، حيث قال:  يدخل خزينة نادينا سنوياً ما يقارب 16 مليوناً و600 ألف ليرة، ونحصل عليها من إيرادات استثمارات كل من صالة الأفراح، وصالة المفروشات، وملاعب العشب الصناعي، وملعب التنس، وصالة ألعاب البلاي ستيشن، واللوحات الإعلانية، وفي التفاصيل نجد أن ريع صالة المفروشات السنوي 3 ملايين و100 ألف ليرة، والمبلغ نفسه نحصل عليه من تعهيد الملاعب العشبية وملعب التنس، أما صالة المفروشات فمدخولها السنوي 7 ملايين و500 ألف ليرة، فيما نجد أن مردود صالة البلاي ستيشن 400 ألف ليرة سنوياً، والعقد فيه ظلم وإجحاف بحق النادي، ويبقى لدينا 2 مليون ونصف المليون قيمة عقود لوحات الإعلان الأربع من أصل 5 لوحات إعلانية، وهي غير ثابتة سنوياً.

أسئلة مشروعة

القدسي طرح عدداً من الأسئلة المشروعة في مقدمتها من أين سنغطي الفارق الشاسع ما بين المدخول والصرف؟ وهل بإمكان رؤساء الأندية والداعمين الاستمرار بالدعم في ظل الواقع الصعب الذي نعيشه؟ وما مدى إمكانية دعمنا من قبل المكتب التنفيذي؟ ومن أين سنوفر مصاريف لعبتي الطائرة “سيدات”، والسلة “رجال” للمشاركة بالدوري بعد التوقف بسبب فيروس كورونا؟ وفي ظل لعب المباريات دون جمهور من يعوض للأندية مداخيل تعهيد المباريات؟ ولماذا لا تأخذ الأندية حصة أكبر من واردات حقوق النقل التلفزيوني للمباريات؟.

وحول سؤالنا للكابتن كمال قدسي ألا توفر المدرسة الكروية للنادي مدخولاً مادياً قال: مدخول المدرسة يغطي مصاريفها، فالاشتراك الشهري للاعب 3 آلاف ليرة، ولدينا مصاريف عبارة عن رواتب للمدربين، وشراء مستلزمات ومصاريف نقل اللاعبين إلى مدينة الأسد الرياضية، وعليه لا يمكن الاعتماد على المدرسة لتقديم دعم للنادي.

على الورق

نادي حطين كان على موعد مع استثمارات جديدة ستضخ مالاً للنادي من خلال بناء 16 مخزناً “محلاً” ومكتباً بفسحة من الجهة الجنوبية للنادي، والتي تعود ملكيتها لوزارة الأوقاف، واستبشر عشاق النادي وأهالي المنطقة خيراً من الخبر كونه سيوفر للنادي مدخولاً مالياً جديداً، وسيشكّل حالة جمالية وخدمية لأهالي المنطقة، ولكن على ما يبدو أن الحلم تحول إلى كابوس لتوقف العمل به، وليبقى المشروع حبراً على ورق.

مع وقف التنفيذ

صالة رياضية مغلقة تفتقدها أندية اللاذقية، وتوفر الملايين من الليرات سنوياً كمصاريف تنقلات من وإلى مدينة الأسد الرياضية، هذا ليس موضوع إنشاء، بل هو مشروع سعت إلى تنفيذه إدارة نادي حطين، وتواصلت مع مستثمر لبناء صالة مغلقة مكان ملعب كرة السلة، وتمت دراسة المشروع وتحضير دفتر الشروط بكل تفاصيله مع مدة الاستثمار التي تبلغ 15 سنة يحصل من خلالها النادي على دخل سنوي، إضافة إلى ساعات لتدريب فرق النادي بألعاب السلة والكرة الطائرة، وتم بحث الموضوع مع مكتب المنشآت باللجنة التنفيذية التي استلمت دفتر الشروط لدراسته والموافقة عليه من ثمانية أشهر، وحتى تاريخه لم يبت بالأمر بالقبول أو الرفض.

كما تعيش جماهير حطين وتشرين على حلم بناء مقرين للناديين بمنطقة دمسرخو، حيث تم تخصيص أرض مساحتها 5 دونمات مناصفة بين الناديين، وتم وضع دراسة هندسية للمشروع لبناء فندق 5 نجوم ومطاعم بشكل مشترك بين الناديين، إضافة إلى ملاعب، وحتى تاريخه لم يتم البدء بإنجاز هذا المشروع، وكل ما تخشاه إدارات وجماهير الناديين أن يطول الحلم لعشرات السنين.

أرقام وفوارق

بالأرقام نجد أن هناك فارقاً شاسعاً بين ما يدخل إلى خزينة نادي حطين وما يتم صرفه على الألعاب، حيث تؤمن الاستثمارات ما قيمته 16 مليوناً و600 ألف ليرة، والنادي فعلياً وعلى أرض الواقع بحاجة لما يقارب 400 مليون ليرة لتغطية مصاريف ألعابه، ونظراً لضيق ذات اليد اختفت عدة ألعاب من النادي لتبقى خمس منها تصارع للبقاء وهي: كرة القدم، وكرة السلة، والكرة الطائرة، وكرة المضرب، والكاراتيه.