الاتفاق النووي.. تنصل أمريكي ومواقف أوروبية استعراضية
بمناسبة الذكرى الخامسة لإبرام الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة “5+1″، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن “إذلال القانون والدبلوماسية من قبل أميركا، أدى إلى تهديد أمنها والأمن العالمي، كما ألحق الخزي والفضيحة بهذا الكيان”.
ووصف ظريف، في تغريدة، الاتفاق النووي، بأنه “أكبر انجاز دبلوماسي خلال العقد الأخير”، موجهاً النقد من جديد إلى حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على “إجراءاتها اللاقانونية” في هذا الاتفاق. وكتب: “الذكرى الخامسة لتوقع “خطة العمل المشترك الشاملة” والمسماة بـ “الاتفاق النووي” بوصفه أكبر انجاز دبلوماسي خلال العقد الأخير، يذكر من جديد أن إجراءات أميركا اللاقانونية ينبغي أن لا تتخذ قاعدة لتحديد المعايير الدولية.
من جهتها، غردت وزارة الخارجية الإيرانية على “تويتر” قائلة: “لخمس سنوات، بقت ايران عضوة متعهدة في اتفاقٍ انتهكته الولايات المتحدة لعدة مرات، رغم أنها لم تتلق الدعم الذي وعدته الأطراف الغربية أبداً. من وجهة نظر إيران، فإن الدبلوماسية تحظى بأهمية، لكنها لن تسمح لمتغطرس بتقويض مصالحها عن طريق ترهيب المجتمع الدولي”.
في سياق متصل أكد مفوّض السياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عزمه مع بقية الأطراف “على القيام بكل ما هو مطلوب للحفاظ عليه”، في حين أكدت وزارة الخارجيّة الروسيّة، بالمناسبة ذاتها، أنّ سياسة “الضغط الأقصى” التي تبنتها واشنطن على إيران “سياسة قصيرة النظر وخاطئة”.
الاتفاق النووي، الذي جرى توقيعه بين إيران ومجموعة “5+1” في العاصمة النمساوية فيينا في الرابع عشر من تموز عام 2015 وجرى تصديقه في مجلس الأمن الدولي بالإجماع، بدأت محاولات تقويضه في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دأب منذ وصوله البيت الأبيض على تكريس سياسات أكثر عدائية ضد إيران، موجهاً شتى أنواع الانتقادات بهدف التخلص من التزامات الولايات المتحدة بموجب هذا الاتفاق.
ومع تملص واشنطن من مسؤولياتها والإجراءات التخريبية التي اتخذتها لتقويضه أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا بداية العام الجاري تفعيل آلية فض النزاع في الاتفاق بزعم “عدم احترام إيران التزاماتها بموجب الاتفاق”، في الوقت الذي حذر فيه السفير الإيراني لدى فرنسا بهرام قاسمي من أنه في حال عجز الشركاء في الاتفاق النووي عن الوفاء بالتزاماتهم فإن إيران ستنسحب منه، وقال في بيان: “لن نكون البادئين بأي عمل يتعارض مع المعايير الدولية ولكن إذا فشل شركاء الاتفاق النووي فلن تبقى إيران وحدها عضواً في هذا الاتفاق”.
المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن أن إيران قامت بتفعيل آلية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي حتى تكون اللجنة المشتركة على علم بانتهاكات الدول الأوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا، فيما أكد محمود واعظي مدير مكتب الرئيس الإيراني أن الدول الأوروبية أبدت الكثير من الضعف وأذعنت للضغوط الأمريكية للتخلي عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي مع إيران كما انها اعتمدت سلوكاً متذبذباً وغير مبني على أي أسس رغم رغبتها المزعومة بالحفاظ على الاتفاق الذي كان له دور كبير في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة خلال السنوات الماضية ولقي ترحيباً دولياً كبيراً لدى التوصل إليه بعد مفاوضات شاقة استمرت سنوات.