بخبرات وطنية.. إعادة إقلاع العنفة الغازية الأولى في شركة توليد كهرباء جندر
لأول مرة في سورية نجحت الخبرات الوطنية في إجراء أعمال الصيانة الكاملة للعنفة الغازية الأولى في الشركة العامة لتوليد كهرباء جندر بحمص واستبدال محور مولد العنفة بزمن قياسي وإعادة إقلاعها.
ويعتبر استبدال محور مولد العنفة من الأعمال المعقدة والدقيقة ويتم لأول مرة في شركة توليد جندر منذ تأسيسها عام 1994 وتطلب تضافر جهود الكوادر الفنية من مهندسين وفنيين وعاملين على مدار الساعة تحت ظروف جوية صعبة وكان عبارة عن تحد كبير في ظروف الحصار الخانق على سورية والذي يجعل من الصعوبة الحصول على المواد الأولية اللازمة لأعمال الصيانة.
وأكد المهندس زكريا عامر مدير عام الشركة العامة لتوليد كهرباء جندر أنه بعد إجراء أعمال الصيانة للعنفة واستبدال محور مولد العنفة سيتم رفد الشبكة الكهربائية بطاقة 140 ميغا واط وهذا يتوقف على كميات الغاز الواردة إلى الشركة حيث تتطلب العنفة نحو 700 ألف متر مكعب من الغاز يومياً.
ونوه مدير عام الشركة بجهود العاملين وخبراتهم العالية التي نجحت في استبدال محور مولد العنفة باستخدام المواد الأولية من السوق المحلية لافتاً إلى أن الشركة مكونة من 9 عنفات تعمل بمبدأ الدارة المركبة.
خبرة العاملين في الشركة لعبت دوراً حاسماً في إنجاح أعمال الصيانة هذا ما أكده المهندس علي علي رئيس دائرة الصيانة الميكانيكية في الشركة قائلاً إن هذا الإنجاز ينفذ لأول مرة في محطات التوليد في سورية وبهذا الحجم والدقة العالية حيث تم إجراء عمرة كاملة للعنفة بالتزامن مع سحب محور مولد العنفة الذي يحتاج إلى جهود وكادر كبيرين وإحساس عالٍ بالمسؤولية الأمر الذي أثمر بإنجاح العمل في زمن قياسي لا يتجاوز 45 يوماً وهو أقل من الزمن المخطط الموضوع لأعمال الصيانة وهو 60 يوماً مشيراً إلى أن صيانة العنفة تتم كل أربع سنوات إلا أن هذه المرة ترافقت مع فك غرفة المساعدات وهو عمل معقد وتركيبها معقد ويتطلب دقة عالية.
“هذه الشركة أصبحت جزءاً من حياتنا ونعمل بها منذ 25 عاماً وجاهزون للقيام بأي عمل مطلوب منا” هذا ما قاله المهندس حسن المحمد رئيس دائرة الصيانة الكهربائية الذي اعتبر أن ما يقوم به مع زملائه الفنيين واجب تجاه بلدهم لافتاً إلى أن إنجاز صيانة واستبدال محور مولد العنفة كان يشكل تحدياً كبيراً له ولكل العاملين في الشركة لكونه ينفذ لأول مرة في الشركة.
وأكد أن الأمور سارت بشكل سلس مع بعض الصعوبات التقليدية منوهاً بالجهود المبذولة بهدف إيصال الكهرباء للمواطنين حتى في أصعب الظروف.
ومن غرفة التحكم المركزي وسط رقابة دقيقة وعالية وكل من خلف شاشته الإلكترونية راقب المهندسون إقلاع العنفة الغازية الأولى حيث يؤكد المهندس محمد إبراهيم العمر مدير التشغيل أن دورهم في الغرفة مراقبة كل إشارات المجموعات الغازية والبخارية والتحكم بها بخبرات فنية عالية دون تدخل أي خبير أجنبي لافتاً إلى أنهم اكتسبوا الخبرات والكفاءات العالية بكل أعمال التشغيل والتحكم في الشركة.
جهد وعمل وصيانة استثنائية بهذه الكلمات عبر المهندس تامر السباعي رئيس دائرة صيانة الأجهزة عن ثقته بالأعمال المبذولة من كل الدوائر المختصة التي شكلت فريق عمل واحد وبتنسيق متواصل على مدار الساعة لافتاً إلى أن معظم القطع المهترئة والتالفة مصنوعة من قبل شركات كبرى وهي غير موجودة بالأسواق المحلية ولكن بعزيمة المهندسين والفنيين تم إيجاد بدائل محلية لها واختبارها ووضعها بالخدمة حيث تمت إعادة كل الأجهزة لمكانها وبدأت تعمل وفق مواصفات الشركة المصنعة للمحطة.
المهندس عمر بريجاوي مدير الصيانة أكد أن الشركة تعمل بست مجموعات غازية و3 بخارية باستطاعة 1150 ميغا واط وكل أعمال الصيانة فيها تمت دون الاستعانة بأي خبرات خارجية.
إبراهيم الصالح رئيس قسم المشغل الميكانيكي أشار إلى أنه تم تقسيم العمل إلى ورديات تعمل حتى ساعات متأخرة وأحياناً حتى الرابعة صباحاً بهدف إنجاز أعمال الصيانة بزمن قياسي وخاصة أن هذا العمل يتم لأول مرة في الشركة.
ويؤكد العامل الفني ناصر الناصر أن العمل كان متعباً وصعباً وخاصة في ظروف جوية صعبة وارتفاع درجات الحرارة وبمعدات بسيطة لافتاً إلى أن إصرار العاملين ساهم في إنجاز العمل بزمن قصير أقل من المخطط له.
يذكر أن شركة توليد كهرباء جندر تأسست عام 1994.