موسكو: واشنطن تدرّب وتسلّح الإرهابيين في محيط التنف
كشفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الخميس، عن معلومات تفيد بأن الأمريكيين يقومون بتدريب الإرهابيين في المنطقة التي يحتلونها حول التنف في سورية، ولفتت إلى أن الأمريكيين يقومون بتزويد ما يسمى “جيش مغاوير الثورة” بالأسلحة بهدف القيام بـ “عمليات تخريب في أجزاء أخرى من سورية” مضيفة: “بشكل عام نحن نقيم الوضع على الأرض بأنه متوتر، والوضع الأكثر صعوبة في المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة السورية كما هو الحال في إدلب ومنطقة الفرات”.
وتحتجز قوات الاحتلال الأمريكية في منطقة التنف آلاف المدنيين في مخيم الركبان، الذي يقطنه آلاف من السوريين الذين هجرتهم التنظيمات الإرهابية، وتؤمن الغطاء والدعم لمجموعات إرهابية تنتشر في مخيم الركبان تعمل على ابتزازهم والسيطرة على معظم المساعدات الإنسانية التي ترسل إليهم، ما يفاقم الأوضاع الكارثية للمدنيين ويهدد حياة الكثيرين منهم وخاصة الأطفال.
إلى ذلك، حذرت وزارة الخارجية الروسية من تسييس ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية، مشيرة إلى أنه يجري استخدام هذه الآلية من قبل بعض الدول الغربية لتحقيق أغراض سياسية بما يتناقض مع مبدأ احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها.
وجاء في بيان للوزارة نشرته على موقعها الإلكتروني ليلة الأربعاء الخميس: “الوضع في سورية تغيّر بشكل جذري خلال ست سنوات مرت على إنشاء آلية إيصال المساعدات الإنسانية، واستعادت الحكومة السورية القسم الأكبر من أراضي البلاد، وهي تسهم بصورة فعالة في تقديم المساعدة لمواطنيها، ولذلك ترى روسيا أنه من غير المجدي تمديد هذا الإجراء المؤقت والطارئ المتمثل في آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى ما لا نهاية”، وأشار البيان إلى أن المداولات التي جرت في مجلس الأمن الدولي في الحادي عشر من تموز الجاري بهذا الخصوص أظهرت أن هناك مشكلات لدى البلدان الغربية فيما يتعلق باحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني، وهذا ما تؤكده مرة أخرى محاولات هذه البلدان استخدام آلية إيصال المساعدات الإنسانية، إلى جانب الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضت التفافاً على مجلس الأمن وجرى تمديدها خلافاً لنداء الأمين العام للأمم المتحدة لتخفيفها في ظروف جائحة فيروس كورونا بهدف زيادة معاناة السوريين.
وأعرب بيان الخارجية الروسية عن الأمل في عدم تسييس آلية المساعدات الإنسانية وإيصالها خلال المرحلة المقبلة إلى جميع المناطق في سورية بالتنسيق مع حكومتها.
يأتي ذلك فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استمرار التعاون بين إيران وروسيا والنظام التركي ضمن صيغة أستانا لحل الأزمة في سورية، وأبدى الرئيسان تصميمهما المشترك على مواصلة التنسيق الوثيق بهدف إحلال سلام مستدام وتحسين الوضع الإنساني في سورية، في وقت أكد السفير الإيراني لدى دمشق، جواد ترك أبادي، أن بلاده ستستمر بدعم احتياجات سورية من المشتقات النفطية في مواجهة الموجة الجديدة من العقوبات الأمريكية المفروضة ضمن ما يسمّى “قانون قيصر”، وتابع: “نحن والسوريين ضمن قارب واحد في هذا المنحني التاريخي، ونعمل بجهد لتجاوز العقبات التي تحاول أن تفرضها علينا الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها، مؤكداً أن الشعب السوري قادر على ذلك”.
وجدد السفير الإيراني تنديد بلاده بالإجراءات الاقتصادية الأحادية ضد سورية، مؤكداً أن الولايات المتحدة تحاول عبر هذه الخطوات تعويض خسائرها العسكرية وتراجع نفوذ التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية.
وفي براغ، أكد رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية ستانيسلاف غروسبيتش أن الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية تستهدف لقمة عيش الشعب السوري وحياته اليومية، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يتصرف بشكل استعماري تجاه سورية الأمر الذي لا يمكن قبوله، ولفت إلى أن الإجراءات القسرية التي يفرضها الغرب على سورية وإيران وكوبا تستهدف اخضاع شعوب هذه الدول ذات السيادة لمخططات الاستعمار وحماة الإرهاب.
الرئيس الباكستاني: تعزيز العلاقات مع سورية
بالتوازي، أكد الرئيس الباكستاني عارف علوي حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع سورية، واصفاً إياها بأنها أخوية ووثيقة.
وشدّد علوي، خلال استقباله في اسلام اباد سفير باكستان الجديد المعين لدى سورية سعيد محمد خان، على أن بلاده تولي أهمية بالغة للعلاقات مع سورية، مؤكداً ضرورة تعزيزها في مختلف المجالات ذات المنفعة المتبادلة.
وطلب علوي من السفير خان التركيز على توسيع التعاون الثنائي ولا سيما في المجالات التجارية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن المقرر أن يتسلم السفير الباكستاني الجديد مهامه قريباً خلفاً للسفير رشيد كمال الذي مثل بلاده في سورية لثلاث سنوات.