مصر تنذر ميليشيات أردوغان: سرت-الجفرة خط أحمر
التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمشايخ وأعيان القبائل الليبية، وأكد خلال اللقاء أنّ الهدف الأساسي للجهود المصرية على كافة المستويات تجاه ليبيا، هو تفعيل الإرادة الحرّة للشعب الليبي من أجل مستقبل أفضل لبلاده وللأجيال القادمة من أبنائه”.
وعُقِد اللقاء تحت شعار “مصر وليبيا.. شعب واحد ومصير واحد”، بعد أيام على إعلان البرلمان الليبي ترحيبه بتضافر الجهود بين ليبيا ومصر لدحر المحتل التركي وحفظ الأمن القومي المشترك بين البلدين.
وأكد الرئيس المصري أن مصر “لن تقف مكتوفة الأيدي” في مواجهة أي تحركات قد تشكل تهديداً للأمن في مصر وليبيا، وقال: “مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أية تحركات تشكل تهديداً مباشراً قوياً للأمن القومي ليس المصري والليبي فقط وإنما العربي والإقليمي والدولي”، وأضاف: “لن نتدخل في ليبيا إلا بطلب منكم (الليبيين) وسوف نخرج منها بأمر منكم”، مؤكداً على أن “مصر لن تسمح بتكرار تجربة الرهان على المليشيات المسلحة مرة أخرى في ليبيا حتى لو كلّف ذلك تدخل مصر بشكل مباشر”.
وبالتزامن مع تصريحات السيسي، أعلنت الرئاسة المصرية، في بيان نشره المتحدث باسمها بسّام راضي على صفحته على موقع فيسبوك، أن مشايخ وأعيان القبائل الليبية فوّضوا الرئيس السيسي والقوات المسلحة المصرية للتدخل لحماية السيادة الليبية واتخاذ كافة الإجراءات لتأمين مصالح الأمن القومي لليبيا ومصر، وأضاف أن ذلك جاء “ترسيخا لدعوة مجلس النواب الليبي لمصر للتدخل لحماية الشعب الليبي والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي بلاده”.
وكان السيسي حذّر في 20 حزيران من أنّ تقدّم القوات الموالية للوفاق، التي تسيطر على طرابلس والمدعومة من النظام التركي، نحو الشرق سيدفع بلاده إلى التدخّل العسكري المباشر في ليبيا.
وقال في كلمة عقب تفقده وحدات الجيش المصري في المنطقة العسكرية الغربية: “إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت أو الجفرة فهذا بالنسبة لنا خط أحمر”.
وعلّق السيسي على ذلك الخميس، قائلاً “إن الخطوط الحمراء التي أعلناها هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا”.
والسبت نفّذ الجيش المصري مناورة عسكرية باسم “حسم 2020″، ضمّت تشكيلات من القوات البحرية والجوية والخاصة في المناطق الحدودية الغربية بين مصر وليبيا.
وتشهد ليبيا التي تملك أكبر احتياطي نفط في إفريقيا نزاعا بين سلطتين: حكومة الوفاق ومقرّها طرابلس، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والمدعوم من البرلمان المنتخب ومقرّه طبرق.
هذا وأكد رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا محمد المصباحي أن الوفد الذي يزور القاهرة يمثل كل القبائل الليبية، موضحا أن هذه الزيارة جاءت لتأكيد دعم القبائل لجهود التصدي للغزو التركي.
وجدد تأكيده على أن قبائل ليبيا تدعم بقوة الموقف المصري من الوضع في ليبيا في مواجهة الأطماع التركية.
وقال إن “ليبيا في حاجة لدعم القوات المسلحة المصرية لطرد المستعمر التركي الذي يرغب في إعادة العثمانية”، مضيفا أن الجيش التركي يعتمد على جذب المرتزقة من مختلف المناطق.
وتابع “أتينا إلى القاهرة نقول نحن ومصر شعب واحد ونريد تحرير ليبيا بالكامل”، مشيرا إلى أن الوفد الليبي يضم قبائل من المنطقة الغربية.