موعدنا اليوم.. ولكن!
تكتسب انتخابات الدور التشريعي الثالث للعام “عشرين عشرين” أهميةً واهتماماً استثنائياً ومتابعة على كل المستويات الحزبية والرسمية والمجتمعية والأهلية لأسباب كثيرة يصعب إحصاؤها وسردها وتعدادها بـ واحد – اثنان – ثلاثة..
فلكل رأيه ورؤيته ونظرته و”حساسيته” الخاصة في التعاطي مع مسألة أن تكون مرشحاً مستقلاً أو مرشحاً حزبياً أو منضوياً بما يعرف بالقوائم الانتخابية التي تزدهر أيام الانتخابات للوصول إلى تحت القبة البرلمانية والفوز بمقعد سيمنح صاحبه بطبيعة الحال حصانة برلمانية مهمة وحضوراً سياسياً واجتماعياً، وسيوفر له الكثير من العلاقات والمعارف والفرص والمتابعات والإطلاع على الكثير من الملفات والخبايا..
وحقيقة الأمر، تبدو المسألة مغرية للكثيرين وهذا ما يفسر التزاحم على الترشح عند تقديم الطلبات وما يتلوها من جهود حثيثة لضمان وصول المرشحين الحزبيين لقوائم مرشحي أحزابهم واصطفاف المستقلين ضمن تحالفات وتكتلات انتخابية أو خوض غمار الانتخابات فرادى بانتظار لحظة الحسم.. وهذا مايعطي للانتخابات التشريعية حيوية ونكهة ويرفع حدة تنافس المرشحين الذي ينعكس حراكاً سياسياً مشروعاً في الشارع..
وإذا كان ما يقوم به المرشحون المستقلون والحزبيون على السواء يبدو طبيعياً يتيحه ويشجعه الدستور وتوفره وتدعمه الأنظمة والقوانين المرعية, فإن مسؤولية الناخب تبدو في هذا السياق غاية في الأهمية والحساسية لأنها لا تخضع إلا لرقابة الضمير ولأن الصوت الذي سيدلي به الناخب في صندوق الاقتراع سيجعل من هذا المرشح أو ذاك نائباً أو عضواً في مجلس الشعب..
وهذا يتطلب – فيما يتطلب – وعياً ونضجاً ومعرفة من الناخب وترفعاً استثنائياً وشفافاً بعيداً عن الانسياق وراء المغريات – وما أكثرها! – أو الوقوع في خداع الوعود الانتخابية الفارغة التي تنتزع أصواتاً مخدوعة ترتفع حصيلتها في الصناديق مع اقتراب ساعة الإغلاق..
ولأن انتخابات الدور التشريعي الثالث للعام 2020 تكتسب أهمية خاصة على الصعيدين المحلي والخارجي، فعلى ناخبينا التبصر والتروي وأن يضعوا إصبعهم على ضميرهم – كما يقال – قبل إيداع ورقتهم الانتخابية داخل صندوق الاقتراع.
ومن المؤكد أن لنا جميعاً كأفراد وكمجتمع ومؤسسات ودولة مصلحة جامعة في إيصال نواب أقوياء بفكرهم ومعرفتهم ووعيهم ونضجهم حتى نتمكن من إنتاج مجلس نيابي قوي بأصوات الناس وبالقامات والكفاءات والخبرات، وسنضمن جميعاً أن يكون مجلس الشعب بنسخته الجديدة مجلساً للشعب، وليس مكاناً لعقد الصفقات والمجاملات والتعارف وبناء العلاقات وتحقيق المكاسب والمنافع الشخصية وتمرير الوقت والتقاط الصور التذكارية..
وبطبيعة الحال إن تمكنّا من الوصول لبرلمان قوي فسيكون لدينا أداء برلماني عالي المستوى، وسيكون لدينا مجلس شعب لا يهادن، قريب من الناس، حاضر بينهم، وينتصر بهم ولهم ولذوي شهدائنا وجرحانا ومفقودينا ولأوجاعنا وجراحنا وهمومنا وآلامنا وآمالنا ويرقى لخصوصية المرحلة الراهنة.
وائل علي