استحقاق وطن
سلوى عباس
اليوم يباكر السوريون الوقت ليكونوا أمام وعدهم الحق – استحقاقهم الوطني – الذي يسطرون عبره كرامتهم وكرامة وطنهم، يحتشدون ليعبروا عن حبهم لبلدهم، جاؤوا يغمسون أصابعهم بدم وريدهم لينتخبوا وطناً، في مشهد يجسده أبناء سورية الحياة، وهم يطوقون عنق الحلم لينسجوا لوطنهم وشاحاً من كبرياء وشموخ، فتقف الكلمات على حافة الورق يجتاحها العجز عن التعبير.. مواطنون على وقع أصواتهم تألقت الأغاني وأقيمت أعراس الوطن وعيده الآتي الذي يكتبه السوريون الذين انطلقوا للتعبير عن سوريتهم التي تسكن في حناياهم، فأقاموا أعراسهم واحتفالاتهم ليقدموا للعالم أجمع برهانهم على أن السوريين كشجر السنديان والسرو العالي يضجون بالحياة ويرسمون حبهم لوطنهم أقواس قزح على أرجوحة المجد، وليثبتوا أنه مهما جنت الريح لا تستطيع اقتلاعهم من وطنهم الذي يحبون ويتجذرون فيه.
اليوم نعيش حلم الاستحقاق البرلماني الذي سيمثل نقطة تحول في حياة كل واحد فينا، حيث أخذت سورية عبره تغزل من خيوط الشمس مجد تاريخها ومستقبل أبنائها الذين يتباهون بوجودهم في وطن يضمهم ويمثل انتماءهم للحياة، فنرى كل مواطن من موقعه يعبر عن فرحه بهذا الانتماء، يتمثلون كلمة السيد الرئيس التي سبقت الاستئناس الحزبي بمسؤوليتنا جميعاً في كشف مكامن الخلل والفساد، وهذه المهمة تلقي على عاتق المرشحين مسؤولية مضافة لمسؤولياتهم التي سينجحون بالقيام بها إذا كانوا صادقين مع أنفسهم ومع ناخبيهم ووفوا بوعودهم، وبهذا فقط يمكننا أن نبني مجتمعاً قوياً ونعيد للمواطن ثقته ببرلمان ظل لسنوات طويلة يحكم باسم الشعب، فهل لنا أن نكون جميعنا مدركين لمسؤولياتنا تجاه هذا الاستحقاق باختيار المرشحين الذين يتمثلون في برامج عملهم تطلعاتنا وطموحاتنا بحياة تحفظ لنا حياة كريمة، وأن نعي لمن نعطي صوتنا الذي هو هويتنا “فلا نجرب المجرب” – كما يقول المثل – الذي لم يكن له دور في دورات المجلس السابقة سوى إملاء شاغر الكرسي الذي يجلس عليه دون أي فاعلية تذكر، وأن نختار المرشح الكفؤ، وأن ننتصر بأصواتنا لشهدائنا وجرحانا وأبطالنا الذين يحرسون أحلامنا وآمالنا للفوز بمجلس برلماني حقيقي ينصف السوريين جميعاً، حيث يكتب أبناء سورية اليوم تاريخهم الجديد بصوتهم الذي سيحدد خيارهم بأنهم وحدهم من يقررون مصيرهم ويختارون مرشحيهم الذين يحملون تطلعاتهم وهواجسهم بكل صدق وأمانة، وهاهم اليوم يجددون العهد لمرشحيهم الذين سيفوزون بثقة المواطنين أن يسيروا معهم يداً بيد ليتابعوا مسيرة بناء سورية التي منحتهم تاريخها الممتد على آلاف السنين من الحضارات.. وها هم يصدقونها الوعد ويبصمون بصوتهم تحيا سورية حرة أبية، وليحيا الشهداء زهوة الانتصار لحقيقة قدموا أرواحهم من أجلها.. هم الذين طلبوا الموت ليهبوا الحياة لوطنهم.
سورية.. منك ومعك نتعلم كيف نصنع الضماد لجراحنا، وفي لحظات وهننا نرتمي في حضنك تبلسمين آلامنا وتروين ظمأنا إلى حروف اسمك نجمعها في قارورة حلم نرتشفه قطرة قطرة حتى يطل الصباح.