البنتاغون: أردوغان أرسل آلاف المرتزقة إلى ليبيا
شنت مصر انتقادات واسعة ضد السياسات التي يعتمدها النظام التركي في تهديد أمن ليبيا والمنطقة العربية بأسرها، خدمة للأجندات الإرهابية، مؤكدة أن هذا التدخل سيضر بموارد الشعب التركي، فيما كشف تقرير جديد لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أن نظام أردوغان جنّد خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط من العام الجاري ما يقارب الـ 4 آلاف من الإرهابيين المرتزقة في سورية وتركيا وأرسلهم إلى ليبيا، لتحقيق أطماعه ومؤامراته التوسعية التي تخطت حدود سورية ووصلت إلى الأراضي الليبية الغنية بالنفط والثروات.
وشدد أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، في بيان أمس السبت، على أن مصر ترفض التدخلات التركية في الشأن العربي، والتي لا تستند إلى أساس شرعي، بل تنتهك قرارات مجلس الأمن، سواء كان ذلك في العراق أو في سورية أو في ليبيا.
وأعرب حافظ عن استغرابه ودهشته من تصريحات بعض المسؤولين الأتراك حول مدى شرعية مطالبة الليبيين لمصر بالمساعدة لمواجهة الإرهاب المدعوم من النظام التركي، خاصة ولا سيما أن تركيا زرعت الإرهاب في سورية، كما زرعته في أماكن أخرى من المنطقة، وأوضح أن النظام التركي يغامر بمقدرات الشعب التركي عبر تدخله وتورطه بأزمات دول المنطقة، في مسعى منه لتعميقها وتعقيدها بغية الاستفادة منها عبر دعم المجموعات الإرهابية التي تخدم نهجه الإيديولوجي.
بالتوازي، كشف تقرير جديد لـ “البنتاغون”، والذي يغطي الربع الأول من العام الجاري، أن النظام التركي قدّم أموالاً وعرض الجنسية التركية على آلاف المرتزقة مقابل التوجه للقتال في ليبيا، كما أنه قام بإرسال ما بين 3500 و3800 مرتزق إلى هناك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، فيما أكد موقع “نفيستيغاتيف جورنال البريطاني” أن النظام التركي يجند مرتزقته الإرهابيين في سورية لإرسالهم إلى ليبيا مقابل ألفي دولار شهرياً.
وبحسب التقرير فإن 300 مرتزق جندهم النظام التركي في سورية وصلوا إلى ليبيا في نهاية نيسان الماضي، لافتاً إلى أن تركيا نشرت أيضاً عدداً غير معلوم من العسكريين الأتراك في ليبيا خلال الفترة ذاتها.
وترى منظمات دولية أن عدد المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا أكبر من ذلك بكثير، وأن كثيراً منهم قيادات بارزة في “القاعدة” و”داعش”.
ووثقت تقارير كثيرة مواصلة أردوغان نقل آلاف المرتزقة الإرهابيين من شمال سورية إلى ليبيا برفقة جنود أتراك وبدعم وتمويل من مشيخة قطر لدعم ميليشيات حكومة فايز السراج، فيما أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري أن مخابرات أردوغان تقوم بنقل عناصر تنظيمي “داعش” و”النصرة” الإرهابيين من سورية إلى ليبيا.
إلى ذلك، أكد الجنرال التركي المتقاعد خلدون صولماز تورك أن رئيس النظام التركي يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سورية وليبيا والمنطقة عموماً من فوضى وانتشار للإرهاب، وقال: “الجميع يعرف أن سياسات أردوغان هي السبب الرئيسي في مجمل تفاصيل الوضع الحالي في سورية، وبشكل خاص في إدلب، حيث يستمر بدعم التنظيمات الإرها بية الموجودة هناك ويرسل الجيش التركي لحمايتها إضافة إلى دوره في ليبيا عبر إرسال السلاح والمرتزقة من شمال سورية إليها للقتال إلى جانب الجماعات الإخوانية الموالية له شخصياً”، وشدد على أن هذه السياسات “ذات العقيدة الإخوانية الخطيرة ليس لها أي علاقة بالمصالح الوطنية والقومية لتركيا بل تمثل خطراً عليها”.