بتحشيد إرهابي أردوغاني.. سرت على خط مواجهات نارية وشيكة
تصعيد سياسي وتحشيد عسكري بالتزامن مع جهود إقليمية ودولية لتغليب الحل السلمي في ليبيا، فمنذ أيام ومدينة سرت على صفيح ساخن في ظل تحشيد عسكري متصاعد لميلشيات “الوفاق” حول المدينة، التي تعد البوابة التي تعد البوابة إلى مرافئ النفط الرئيسية بالبلاد، والتي وصفتها مصر قبل يومين بـ”الخط الأحمر”، فيما نفذ الجيش الوطني الليبي دوريات بالقرب منها.
وأكد اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي أن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة، مشيراً إلى وجود ـتحركات كبيرة لمليشيات “الوفاق” والنظام التركي في محيط المنطقتين، ورأى أن المعركة القادمة لن تكون ليبية فقط، وإنما ستدخل فيها أطراف عربية وأجنبية، لأن مخطط أردوغان يهدد الأمن والسلم في المنطقة.
وأكد الجيش الليبي أنه أرسل بدورها مقاتلين وأسلحة لتعزيز خطوط دفاعه عن سرت، فيما أفادت مصادر مطلعة بوصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة الجفرة.
في المقابل، أكد متزعمون في ميليشيات “الوفاق” وصول تعزيزات عسكرية من مختلف المناطق الليبية إلى منطقة بوقرين والوشكة قرب سرت، وتحدّثوا عن توزيع المقاتلين ومختلف الأسلحة والذخائر على محاور القتال، استعداداً لتعليمات السراج.
وقال شهود وقادة عسكريون بقوات الوفاق: إن رتلاً من نحو 200 مركبة تحرك شرقاً من مصراتة على ساحل البحر المتوسط باتجاه مدينة تاورغاء، وهو نحو ثلث الطريق إلى سرت.
ورغم التحذيرات الدولية من مغبة التدخل العسكري التركي في ليبيا، فإن أردوغان يستمر إلى اليوم في نقل آلاف المرتزقة من سورية إلى ليبيا، فضلاً عن المعدات العسكرية الثقيلة والأسلحة التي نقلتها تركيا إلى الأراضي الليبية، بما يتناقض مع قانون حظر السلاح إلى ليبيا، في خطوات تتنافى مع المساعي الدولية الحثيثة لإرساء السلام في ليبيا.
وتثير هذه التحركات العسكرية من الجانبين قلقاً دولياً بشأن مستقبل المساعي الدولية المضنية لوقف إطلاق النار في ليبيا وتحقيق سلام دائم في بلد يعاني اضطرابات أمنية منذ سنوات عدة.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة “مليت” التركية أن أنقرة أرسلت راجمات صواريخ إلى ليبيا لدعم “الوفاق”، استعداداً للهجوم على سرت والجفرة، وأوضحت الصحيفة أن الحديث يدور عن راجمات صواريخ تركية الصنع من طراز “T-122 سقاريا”، مضيفة في تقرير لها: إن راجمات الصواريخ التي وصلت وضعت بالقرب من سرت، ويصل مدى صواريخها إلى 40 كيلومتراً. وأكد التقرير أن القوات التركية تواصل الدعم اللوجستي وإرسال المعدات العسكرية إلى قوات حكومة “الوفاق”، وإلى قاعدتي الوطية ومصراتة عن طريق طائرتي شحن تابعتين للقوات الجوية التركية.
ورأت مصادر إعلامية ليبية أن استعدادات النظام التركي الحالية ودفعه بحشود كبيرة في نواحي مصراتة قد تكون مؤشراً لأحد أمرين، الأول هو اندلاع معركة وشيكة للتقدم نحو سرت ثم نحو الهلال النفطي بإقليم “برقة”، أما الأمر الثاني فعبارة عن حركة تمويه للتوجه لمواقع حيوية أخرى في الجنوب، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الأرتال مرت من مدينة ترهونة ولم يكن خط سيرها نحو بني وليد أو مناطق نحو مصراتة، وهو ما يعطي دلالة بأن هذه الحشود تستهدف مواقع أخرى غير جبهة سرت، لافتة إلى أن تلك الأرتال ستتجه نحو مواقع نفطية في الجنوب الغربي منها حقلا الشرارة والفيل، خصوصاً بعد وصول دعم لوجستي تركي عبر قاعدة الوطية في اليومين الماضيين.
وعلى خلفية استمرار التدخل العسكري التركي في ليبيا، قرّرت كل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا توقيع عقوبات على الدول التي تنتهك قرار حظر تصدير السلاح إلى الأراضي الليبية الذي صدر عن الأمم المتحدة.
وتكمن أهمية مدينة سرت الاستراتيجية في أنها تقع شمال قاعدة الجفرة الجوية (650 كلم جنوب شرق طرابلس)، ولا تفصلها عنها سوى طريق مفتوحة لا تتجاوز 300 كلم، وهي مسافة ليست طويلة جدا بمعايير الصحراء.