بوادر كروية مطلوبة
شكّلت نتائج الدور ربع النهائي من مسابقة كأس الجمهورية لكرة القدم خبراً ساراً للمحايدين من متابعي مسابقاتنا المحلية، فللمرة الأولى منذ سنوات تشهد المسابقة هذا الكم من المفاجآت التي كان آخرها تأهل الساحل للمرة الأولى في تاريخه لنصف النهائي، ووصول المجد الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى للدور ذاته.
فعلى مدى سنوات مضت كنا نطالب بتغيير طريقة إجراء المسابقة لمنح الفرصة للأندية صاحبة الإمكانيات الأقل للدخول في المنافسة، حتى أتى هذا الموسم الاستثنائي الذي تكفّل التوقف الاضطراري له بضغط المباريات، وجعل منافسات الكأس تجري على أرض محايدة من مرحلة واحدة، ما منح فرصاً متساوية لكل الأندية في بلوغ الأدوار النهائية.
وبنظرة منطقية نجد أن مسابقات الكؤوس في كل دول العالم تشكّل فرصة للأندية المغمورة لتسجيل اسمها بين الكبار عبر خوضها مباريات الأدوار الإقصائية على أرضها، ما يسهم في تقليص الفجوة الفنية مع الأندية الأقوى، وهو أمر يجب على اتحاد كرتنا لحظه في الموسم المقبل إذا أراد بث الحيوية في مسابقته التي كانت تشكو على مدى سنوات من الانسحابات الكثيرة، والإهمال غير المبرر من الأندية.
وإذا كنا قد تفاءلنا بدخول منافسين جدد على ألقابنا المحلية، فإن كمية الشائعات التي تلاحق مباريات الدوري الممتاز باتت غير مقبولة، وما يزيد الأمر سوءاً هو حالة الصمت المريب من الاتحاد، ولجنة التحقيق التي شكّلها للتدقيق في اتهامات البيع والشراء التي طالت بعض المباريات.
فالتأني في مثل هذه القضايا ليس في مصلحة أحد، وخاصة أن ما تبقى من عمر الدوري هو جولتان فقط، ما سيعني مزيداً من الضغوط على الاتحاد واللجنة مع احتدام المنافسة على اللقب وعلى مراكز الهبوط.
على العموم التلاعب بالنتائج ليس أمراً جديداً على كرتنا، ولكن على ما يبدو أن كل القرارات والعقوبات التي أوقعت فيما مضى على المذنبين لم تجد نفعاً، لذلك على اتحاد اللعبة، بالتعاون مع المكتب التنفيذي، أن يبحث عن حل جذري ينهي هذه الظاهرة، وينقي أجواء كرتنا من الشوائب المزمنة التي لم تحمل لها سوى الخيبات والمشاكل.
مؤيد البش