العدادات مفقودة والأهالي يدفعون الرسوم في القرية المنسيّة ” أم ميل”
حماه – يارا ونوس
تعرّضت قرية أم ميل في ريف سلمية الشرقي لمحافظة حماه، والتي تبعد عن مدينة السلمية 22 كم تقريباً للنهب والدمار من قبل الجماعات التكفيرية لأكثر من خمسة أعوام متتالية، حيث نزح سكانها إلى المدينة بحثاً عن ملجأ آمن، وبفضل جهود الجيش العربي السوري تمّ تحريرها.
وللنظر في حال أهاليها التقت البعث بعددٍ منهم والذين توجهوا بمطالب إلى المعنيين لعلّهم يهتمون بإعادة اعمار ريف بسيط ومنسي حاله كحال القرى المجاورة من أم ميل.
تحدث الأهالي عن كمية الدمار الذي سبب فقدان مقومات الحياة في قريتهم، فالمنازل تهدمت بالكامل مع عدم قدرتهم على تكاليف الترميم والبناء، وعن أعباء الحرب وتأثيرها قالوا: مازلنا ندفع رسوم الكهرباء ( الفواتير) رغم فقدان العدادات في القرية.
وبخصوص الزراعة عاد المزارعون لزراعة محاصيلهم كما في السابق، وحول المشاكل التي واجهتهم قالوا: نضطر يومياً إلى تحمل عناء التنقل والسفر إلى القرية، ودفع أجور المواصلات، إضافة إلى التكاليف المرتفعة للزراعة، حيث بيّنوا أن مضخة المازوت تصل تكلفتها بين /2000-3000/ ل. س في اليوم الواحد.
وحسب تصريحاتهم فإنّ الإنتاج الزراعي كبير مع متابعة من قبل المزارعين أكبر، إلا أنّ المنغصات تجاوزت الحد المقبول من ضعف الإمكانات الخاصّة بالزراعة وانعدامها في أغلب الأحيان گ (الكهرباء، الأسمدة، المبيدات الحشريّة، المازوت المدعوم للري) مع عدم توفر شبكات الري بعد أن أحرقتها المجموعات المسلحة خلال سيطرتها على ريف سلمية الشرقي.
والجدير بالذكر أن المياه الجوفية في أم ميل غزيرة والتربة خصبة لزيادة المساحات المزروعة.
أم ميل تشتهر بالزراعات الموسميّة الصيفيّة فهي ترفدُ الأسواق السورية بسلةٍ متنوعة من الفواكه والخضار گ (الخيار والبصل، والباذنجان، والتفاح والكرز، والخوخ، والمنغا… الخ) والعديد من الأصناف الأخرى، وتمتاز أيضاً بالزراعات الإستراتيجية گ (القمح، والكمون، واليانسون)، إضافة إلى الزراعات العلفيّة گ (الشعير والبيقة) والأهم من ذلك زراعة العنب أو الزيتون والذي يقدر إنتاجه بالكبير خلال موسمه، وحديثاً تمّ إدراج زراعة الأشجار الإستوائية كالبولونيا.
مطالب أهالي قرية أم ميل والقرى المجاورة نضعها على مكاتب الجهات المعنية لتأخذ طريقها إلى التنفيذ للتخفيف من معاناتهم المعيشية بإعادة الخدمات الفنية من كهرباء، وماء، لتعود كما كانت سابقاً.