بيلوسي: آلاف الأمريكيين لقوا حتفهم بسبب رد فعل ترامب الخاطئ
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه أعتى حملة انتقادات منذ تسلمه سدة الرئاسة، ولاسيّما في مرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في الثالث من تشرين الثاني المقبل، ويؤكد البعض أنه يتبع سياسة الديكتاتور في مواجهة منتقديه، فيعمل على تأليب كل فئات الشعب ضد بعضها البعض، وإظهار نفسه بأنه مصدر القانون.
وفي طليعة الانتقادات، جدّدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي التأكيد على أن ترامب تسبّب بخلق أزمة في البلاد مع انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، مشيرةً إلى أن آلاف الأمريكيين لقوا حتفهم بسبب رد فعله الخاطئ تجاه الوباء.
وقالت بيلوسي في مقابلة مع قناة “سي إن إن” الأمريكية: “إنّنا نقترب من أربعة ملايين مصاب بهذا الفيروس وعدد كبير من الوفيات يقارب 140 ألف حالة، وإذا كان ارتداء الكمامة مهمّاً الآن كما يفعل ترامب فكان من الأفضل ارتداؤها في شهر آذار بدلاً من القول إننا سنتمكن جميعاً مع حلول نيسان من الذهاب إلى الكنائس.. دعونا نأمل أن الرئيس اقترب من فهم حقيقة هذا الوباء.. إنه فيروس ترامب”.
وتابعت: “إنّ التعليقات التي أدلى بها ترامب تظهر أنه أدرك الأخطاء التي ارتكبها، حيث ارتدى كمامة واعترف بأن الأمر ليس خدعة، بل وباء سيزداد سوءاً قبل التحسن بسبب تقاعسه”.
وكان مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن جدّد، انتقاد ترامب، مؤكداً أن الولايات المتحدة تدفع ثمن بقائه في السلطة بسبب سوء إدارته لأزمة فيروس كورونا المستجد.
وفي مقالة لصحيفة “نيويورك تايمز”، كتب توماس فريدمان: “إنّ بعض الرؤساء، عندما يواجهون مشاكل قبل الانتخابات، يحاولون حرف المسار وإلهاء الجمهور عن طريق بدء حرب في الخارج ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على استعداد للقيام بذلك عن طريق بدء حرب في الداخل”.
وتساءل فريدمان: كيف وصلنا إلى هنا؟ وأجاب: “عندما يلخص المؤرخون نهج فريق ترامب في التعامل مع فيروس كورونا، فلن يستغرق الأمر سوى بضع فقرات”، حيث سيقولون في تأريخهم للمرحلة: “تحدّث فريق ترامب كما لو كان قد أغلق البلاد. لقد تصرف كما لو كان يسعى للحصول على مناعة قطيع مثل السويد.. لم يعدّ لأيّ منهما وادّعى التفوق على كليهما. في النهاية، حصلوا على أسوأ ما في العالم -انتشار الفيروس غير المنضبط وكارثة البطالة. ثم تحولت القصة إلى ظلام حقاً. مع انتشار الفيروس، اضطرت الشركات إلى الإغلاق مرة أخرى وشلّت المدارس والجامعات وأضحت حائرة فيما إذا كانت ستفتح أبوابها أو ستبقى مغلقة في الخريف، وتراجعت أرقام استطلاع ترامب. وتقدم جو بايدن بفارق 15 نقطة في استطلاع وطني وجهاً لوجه. لذا، في محاولة يائسة لإنقاذ حملته، تحول ترامب إلى الكتيب الرسمي لديكتاتور الشرق الأوسط ووجد ما كان يبحث عنه بالضبط، الفصل المعنون، “ماذا تفعل عندما يتحول شعبك ضدك؟” الجواب: اقلبهم ضد بعضهم البعض ثم قدم نفسك كمصدر وحيد للقانون والنظام”.
ومن ثم بدأ ترامب في قمع المتظاهرين مستخدماً القوات الفدرالية، ومعززاً الانقسام الداخلي، حسب قول فريدمان، وأضاف: “رأينا القوات الفيدرالية العسكرية ترتدي ملابس القتال، ولكن لا توجد لهم علامات مميزة، ويعتقلون الناس ويضعونهم في عربات لا تحمل علامات. كيف يمكن أن يحدث هذا في أمريكا؟”. ودعا فريدمان إلى التوقف عن الدعوة إلى “إلغاء تمويل الشرطة” ثم القول أن “إلغاء التمويل” لا يعني الحل. إذا لم يكن يعني ذلك، فقولوا ما يعنيه: “الإصلاح”، متابعاً: “إلغاء تمويل الشرطة، ووصف ضباط الشرطة بـ”الخنازير”، والاستيلاء على أحياء بأكملها هذه رسائل رهيبة، ناهيك عن الاستراتيجيات، يمكن استغلالها بسهولة من قبل ترامب”.
وتأكيداً على تدهور شعبية ترامب، أظهر استطلاع للرأي من تنظيم “رويترز/إبسوس” أن بايدن يتقدم على ترامب بـ8 نقاط مئوية في تأييد الناخبين المسجلين.
وكشف الاستطلاع أن بايدن، نائب الرئيس السابق، يتمتع فيما يبدو أيضاً بفارق كبير لدى الناخبين الذين لم يحسموا رأيهم حتى الآن.
وأوضح الاستطلاع الذي أجري في الفترة 15-21 تموز أن 46 في المئة من الناخبين المسجلين قالوا: “إنّهم سيؤيدون بايدن في الانتخابات”، في حين أيد 38 في المئة ترامب مرشح الحزب الجمهوري، أما الـ16 في المئة الباقية من الاستطلاع منقسمة بين من لم يحسم رأيه أو ينوي دعم مرشح ثالث أو من لن يدلي بصوته.
وتركز حملتا بايدن وترامب في الدعاية الانتخابية على التواصل مع هذه المجموعة الثالثة لاستمالتها إذ أن بوسعها ترجيح نتيجة الانتخابات لصالح أي من المرشحين.
وكانت استطلاعات “رويترز/إبسوس” في انتخابات 2016 قد توصلت إلى تساوي الكفتين خلال الصيف بين ترامب وهيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي آنذاك بين الناخبين المسجلين الذين لا يؤيدون مرشحاً لأي من الحزبين الرئيسيين، وفي يوم الانتخابات فاز ترامب بأغلبية أصوات من قالوا إنهم حسموا رأيهم.
ويقول 70 في المئة من الناخبين الحائرين أو الذين سجلوا تأييدهم لمرشح ثالث إنهم لا يقرون أداء ترامب من موقع الرئاسة، وتقول نسبة مماثلة إنها تعتقد أن البلاد تسير في اتجاه خاطئ.
وقالت نسبة 62 في المئة إنها تعتقد أن الاقتصاد الأمريكي يسير في طريق خاطئ.
ويبدو أن هذه المجموعة تشعر بقلق عميق أيضاً إزاء فيروس كورونا المستجد الذي قتل أكثر من 141 ألف أمريكي وتسبب في انضمام الملايين إلى صفوف العاطلين عن العمل، وقال ثمانية تقريباً من كل عشرة ناخبين إنهم يشعرون شخصياً بقلق لانتشار الفيروس.
وأوضح الاستطلاع أن 38 في المئة فقط من المشاركين يؤيدون أسلوب ترامب في إدارة الأزمة من بينهم 20 في المئة ممن لم يحسموا رأيهم أو الناخبين الذين سجلوا أنهم من أنصار مرشح ثالث.
وأظهر استطلاع جديد لصحيفة “واشنطن بوست” بالاشتراك مع قناة “إيه بي سي نيوز”، أن “غالبية الأمريكيين يؤيدون حركة “حياة السود مهمة”، وهناك نسبة قياسية 69٪ يقولون إن السود والأقليات الأخرى لا يعاملون على قدم المساواة مع البيض في نظام العدالة الجنائية، لكن الجمهور يعارض بشكل عام الدعوات لتحويل بعض تمويل الشرطة إلى الخدمات الاجتماعية أو إزالة تماثيل الجنرالات الكونفدراليين أو الرؤساء الذين استعبدوا الناس.