حذار من هذه الفئوية الشريرة!
إن من أخطر ما يعاني منه الإنسان والإنسانية هذه الأيام وكل البشرية وفي كل مكان، إنما هي “الفئوية”، والتي أرجو أن نصطلح عليها بهذه التسمية، حتى نصير نعرف ما نقول، وما نريد، ودون ذكر تلك التفاصيل المحرجة وغير العقلانية، والتي تلغي حقوق الإنسان كإنسان أولاً، وكمواطن، وكمؤمن أيضاً!
لهذا توجب علينا جميعاً وفي كل شعوب العالم وفي كل زمان ومكان الحذر الشديد، من الفئوية وبكل أقسامها وهي: الدينية والطائفية، والعرقية والإقليمية والعنصرية، وإلى كل ما يمت إليها بصلة، ومهما كان صغيراً وقليلاً وبعيداً!
لهذا يجب علينا أن نعرف ونؤمن بأن الإنسان واحد، وله كامل الحقوق في وطنه (حقوقه كمواطن)، وفي العالم (حقوقه كإنسان)، وهي حقوق الإنسان، وأنه حر في كل ما يريد ويرى ويفعل، ولا يمكن أن نعتب عليه أو نعاتبه ولا أن ننزعج منه أو نزعجه إذا كان يمارس أي حق من حقوقه التي ذكرناها، ولهذا يتوجب علينا جميعاً وفي كل دول العالم وشعوبها أن نحذر من الفئوية وما تتركه فينا من الشرور في المشاعر والمواقف والآراء، تماماً كما نحذر من غضب الله ومن الكفر بالله سبحانه وتعالى وهو رب يُعبد! وانظروا ماذا يقابل هذه الفئوية وأفكارها الشريرة والتي لا حدود لشرورها أيضاً.. إنها الإنسانية، إنها العمل الإنساني، والذي له، في كل مكان في العالم، وفي كل شعوب العالم، أبواب تُفتح ولا تغلق وعلى مدى الحياة!.
الأحلى من ذلك، أن الإنسان إذا لم يكن فئوياً بآرائه ومشاعره، وكان إنساناً وإنسانياً بكل آرائه ومشاعره، فكيف يصبح مباركاً أيضاً، إضافة إلى كونه إنساناً وإنسانياً، وذلك طبيعي وتلقائي تترك فينا الشعور بالارتياح وأكثر من ذلك بالشعور القوي بالاستقرار والارتياح والسعادة!. فكيف إذا أحسنت على فقير أو محتاج بعمل أو مبلغ، تشعر بالارتياح، إذاً هذه السعادة الصغيرة هي موجودة فينا، وتتحرك فينا وبمشاعر ارتياح وسعادة كلما فعلنا ما هو مساعدة أو عون للآخرين، وأقول وبكل اختصار: إذا استطاع كل مقتدر أن يساعد أسرتين أو ثلاث أسر من العائلات المنكوبة أو الفقيرة لما بقي على وجه الأرض عائلة منكوبة أو فقيرة! وهكذا تكون النصيحة اليوم أن يعرف كل إنسان نفسه وكما خلقه الله.. إنسان وإنساني وبأعمال إنسانية ومدى حياته!
أكرم شريم