تجديد وتنوع في معرض فناني حمص السنوي
يلتقي سبعة وعشرون فنانا تشكيليا في المعرض السنوي الذي يقيمه اتحاد الفنانين التشكيليين لفناني حمص في صالة صبحي شعيب في مقر الاتحاد، ويعتبر المعرض فرصة لمحبي الفن التشكيلي للاطلاع على أحدث نتاجات فناني حمص ومن خلالهم إلى تطور الحركة التشكيلية ومواكبتها للمتغيرات الراهنة.
يمكن تقسيم المعرض إلى مدارس ومواضيع وتقنيات عدة أبرزها التسجيلية الواقعية المباشرة التي تنهل من الذاكرة البصرية، وما تمثله من دلالات جمالية سواء في تجسيد التراث المعماري كما في لوحة نجلاء دالاتي التي تصور البحرة في البيت العربي القديم وما يلحق بها من عناصر وتفاصيل تستكمل الحالة التسجيلية والتعبير الجمالي مثل كرسي الخشب وشجرة النارنج وآنية الفخار. وكذلك في لوحة إسماعيل الحلو لمقطع من زواريب الحي القديم الضيقة يتميز ببراعة استعمال اللون وتناغم التكوين. وفي لوحة عدنان محمد التي تصور جانبا آنيا من سوق شعبي قديم.
وهناك التسجيلية للطبيعة الريفية بما تمثله من عناصر متنوعة تتيح للفنان حرية ورحابة التعبير الجمالي كالماء والنباتات والتضاريس والسحب ودلالتها الظرفية، ونجدها في لوحات ميساء علي ورزان الأزهري وفريد البوز ومحمد علي وثناء المصري ومحمد طيب حمام الذي يحرص في لوحته على تجاوز حالة السكون في الطبيعة الى حالة حركية متوهجة تبرز في التداخل اللوني بين الأبيض والرمادي وحركة الخطوط اللونية بين الأرض والسماء.
وفي المعرض مساحة لابأس بها للرمزية التشكيلية تبرز تجلياتها الميثولوجية في لوحة ريم علي المتميزة بالكثافة الدلالية التي تغوص في عمق الوجود لتحض المشاهد على استنباط اللامرئي من خلال البحث في معاني المرئي، وقد اعتمدت على عناصر متناغمة في بعدها الوظيفي مثل المرأة بما تمثله كأنثى والسمكة والطبيعة وما يربطهما من قراءة مصيرية. وأيضا نجد الرمزية في لوحتي عيسى عجوب، وحسام جبيلي. ويمكن أن نلحظ أيضا التجريد والتعبير اللوني الانفعالي في لوحات عبد القادر عزوز، وسيلفا ليون، وعوني الدروبي. والتعبيرية في لوحة أميل فرحة التي تجسد حالة المرأة الحسية والانفعالية الساكنة والحركية ضمن حالة تأمل هادئ تشي به بساطة اللون وانسيابيته المعبرة عن ثقة كامنة في الرؤية الانفعالية. وفي لوحة رنا غميض بما تفيض به من تماهٍ مع الطبيعة في الحركة والتمرد والإعصار.
وللتكعيبية حضور في لوحتي محمد محفوض، ومحبة ليون، حيث الأشكال الهندسية ودلالاتها الحسية البصرية واللونية تمنح اللوحة بناء متماسكا يضفي عليها مشهدية بصرية ساحرة. كما نجد الطبيعة الصامتة وما تحمله من عناصر وتوزيع الضوء والظل والتناغم اللوني في لوحتي رياض خليل وعبد الفتاح عيد. تتميز معظم لوحات المعرض بأنها تعرض للمرة الأولى رغم وجود لوحات تكرر حضورها في معارض سابقة.
آصف إبراهيم