اليونان: سندافع عن حقوقنا السيادية في وجه استفزازات أردوغان
خلافات مستمرّة منذ قرنين بين اليونان والنظام التركي يبدو أنها ستبلغ أوجها مع خطوات نظام أردوغان الاستفزازية مقابل تحذيرات يونانية حاسمة، حيث حذّرت اليونان النظام التركي من أنها ستقوم “بكلّ ما هو ضروري” للدفاع عن حقوقها السيادية، وذلك ردّاً على خطط هذا النظام للمضي قدماً في التنقيب عن النفط والغاز جنوب الجزر اليونانية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتاس: “إنّ الخطط التركية تمثل انتهاكاً مباشراً للسيادة اليونانية، والحكومة تؤكد لجميع الأطراف أن اليونان لن تقبل انتهاك سيادتها وستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن حقوقها السيادية”.
كما طالب عدد من النواب في البرلمان الأوروبي بفرض عقوبات على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمواجهة سياساته الاستفزازية تجاه اليونان وقبرص العضوين في الاتحاد.
وقال رئيس تكتل النواب المحافظين مانفريد ويبر خلال جلسة للبرلمان في بروكسل: “إنّ الوقت قد حان للنظر بفرض عقوبات على تركيا بسبب تحركاتها البحرية في البحر المتوسط”، في إشارة إلى إعداد النظام التركي للتنقيب عن النفط البحري في شرق جزيرة رودوس اليونانية.
وشدّد ويبر على أنه يتعين على الكتلة الأوروبية إرسال إشارة واضحة للنظام التركي بأن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب مواطنيه في اليونان وقبرص بمواجهة الاستفزازات المتلاحقة.
وكان وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس انتقد، قبل أيام، الممارسات التي يقوم بها النظام التركي في شرق البحر المتوسط، محذّراً من أنها “إجراءات غير قانونية”.
وتصاعدت حدّة التوترات بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى خلال الأشهر الماضية على خلفية أعمال التنقيب غير الشرعية التي يقوم بها النظام التركي في المياه الإقليمية القبرصية رغم التحذيرات والدعوات إلى وقفها إضافة إلى محاولاته الجديدة ابتزاز الاتحاد الأوروبي باستخدام ملف المهاجرين، كما كان أردوغان قد زعم أن بلاده لا تخضع لإذن أحد فيما يخص سفن المسح الجيولوجي أو سفن التنقيب في شرق المتوسط.
وفي مقال تحت عنوان “النظام التركي يستفز اليونانيين لإخافة حلفاء حفتر”، كتب إيغور سوبوتين في “نيزافيسيمايا غازيتا” حول تصرفات النظام التركي الاستفزازية حيال اليونان واستعراض القوة أمام مصر، جاء فيه : “لقد وصفت أثينا الاستكشاف الذي تقوم به سفينة تركية بالقرب من المناطق البحرية المتنازع عليها، بالغزو ووضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى”.
توقيت العملية التركية لم يأتِ صدفة، بحسب الباحث في معهد “كلينجيندال” الهولندي للشؤون الدولية، جليل هرشاوي، فهناك صلة بين خطوة النظام التركي تجاه اليونان وآخر خطوات “خصمها الإقليمي” في الصراع على ليبيا، أي القاهرة، وأضاف: “يستهدف النظام التركي اليونان ومصر، في آنٍ معاً، يريد طمس الخطوط الواضحة بين المنطقة الاقتصادية الخالصة، التي يفضل تأمينها، والفهم الحالي للوضع الحدودي. وبينما تتوسط ألمانيا في المفاوضات بين اليونان والنظام التركي. يصعّد أردوغان سلوكه الاستفزازي لإجبار اليونان على التنازل في سياق المحادثات”.
ورغم انشغال أردوغان في نزاعاته الخارجية والتدخل في شؤون الدول، إلا أن حملة القمع والاعتقالات ضد الشعب التركي لا تزال ضمن أولوياته، إذ أصدرت سلطات النظام التركي مذكرات اعتقال بحقّ 20 شخصاً بذريعة الارتباط بالداعية فتح الله غولن الذي يتهمه هذا النظام بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا عام 2016.
وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته: “إنّ مذكرات الاعتقال التي صدرت بحقّ 20 شخصاً تضمنت أربعة من الضباط قيد الخدمة حالياً”، مشيراً إلى أن قوات الأمن اعتقلت 14 من المطلوبين حتى الآن في إطار عمليات نفذتها في 12 محافظة، فيما لا يزال البحث جارياً عن البقية.
وكانت سلطات النظام التركي أصدرت، الثلاثاء، مذكرات اعتقال بحقّ 25 عسكرياً بذريعة الارتباط بالداعية غولن.
ويواصل نظام أردوغان حملات القمع ضد معارضيه في مختلف المدن والمناطق التركية حيث اعتقل على مدى السنوات الماضية آلاف الأشخاص من مدنيين وعسكريين فضلاً عن فصل أو إيقاف نحو 150 ألفاً من العاملين في الحكومة والجيش وسلك القضاء والتعليم ومؤسسات أخرى.