طهران تتوعد واشنطن بالردّ في الوقت المناسب: اعتراض طائرة مدنية عمل إرهابي
ردّاً على حادثة استهداف ما يسمى “التحالف الدولي” طائرة ركاب مدنية إيرانية في الأجواء السورية، أكدت إيران أنها ستردّ بشكل حازم وفي الوقت المناسب ضد أي إجراء معادٍ لشعبها، وذلك في إشارة إلى اعتراض مقاتلتين أمريكيتين لطائرة مدنية إيرانية في الأجواء السورية.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إلى أن بلاده ستتابع هذا الاعتداء الأمريكي من خلال المحافل القانونية، مجدّداً التأكيد على أن الوجود العسكري الأمريكي في سورية غير قانوني والمهمات الجوية لمقاتلاتهم غير قانونية أيضاً.
وحذّر موسوي من أي مغامرات جديدة في المنطقة من قبل أمريكا أو الكيان الصهيوني، موضحاً أن استقرار وأمن منطقة غرب آسيا يجب ألا يستخدما كألعوبة لمنافسات الانتخابات الأمريكية.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد أن الولايات المتحدة انتهكت القوانين الدولية بتعريضها حياة ركاب مدنيين أبرياء إلى الخطر.
وكتب ظريف في تغريدة: “يجب وضع حد لأفعال أمريكا الوقحة والخارجة عن القانون قبل وقوع كارثة”، وذلك في إشارة إلى اعتراض مقاتلتين أمريكيتين لطائرة ركاب إيرانية في الأجواء السورية، الخميس.
من جهته، أكد وزير الطرق الإيراني والتنمية العمرانية محمد إسلامي أن التهديد الذي تعرضت له طائرة الركاب الإيرانية المدنية يعدّ “عملاً إرهابياً وغير قانوني” يستدعي مقاضاة قانونية لإدانة الولايات المتحدة.
وقال إسلامي: “منظمة الطيران المدني الإيرانية قدمت احتجاجها على هذا السلوك إلى منظمة الطيران الدولية وسنتابع القضية بشكل قانوني حتى إدانة الولايات المتحدة”، مضيفاً: “ما أقدمت عليه الحكومة الأمريكية عمل إرهابي واعتداء دولي”.
في سياق متصل، أكدت مساعد الرئيس الإيراني للشؤون القانونية لعيا جنيدي في تصريح مماثل أن السلوك الذي أقدمت عليه المقاتلات الأمريكية يضع حكومتهم في دائرة المسؤولية الدولية ويجعل من الممكن مقاضاتهم قانونياً في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي ومحكمة العدل الدولية، موضحةً أن هذا التصرف انتهاك واضح لأمن الطيران ولمبدأ حرية الطيران المدني ولمبادئ القانون الدولي.
إلى ذلك، أعلنت منظمة الطيران المدني الإيرانية أنها قدمت شكوى إلى المنظمة الدولية للطيران المدني “ايكاو” بشأن اعتراض مقاتلتين أميركيتين لطائرة مدنية إيرانية في الأجواء السورية.
وقالت المنظمة في بيان: “إنّ إيران قدمت شكوى إلى منظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو” بشأن تصرفات سلاح الجو الأمريكي ضد طائرة ركاب إيرانية وطالبت بإجراء دراسة فورية للقضية”.
وأشار البيان إلى أن ما قامت به المقاتلتان الأمريكيتان يمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي ومعاييره ومعايير الملاحة الجوية.
في وقت سابق، أعلنت منظمة الطيران المدني الإيرانية أن إيران ستقاضي الولايات المتحدة في المحافل الدولية، وقال المتحدث باسم المنظمة رضا جعفر زادة: “المنظمة ستتابع هذه القضية في المنظمات الدولية”.
وكانت مصادر بالطيران المدني كشفت، الأربعاء، أن طيراناً يعتقد بأنه تابع لما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة اعترض طائرة مدنية تابعة لشركة “ماهان” للطيران في الأجواء السورية بمنطقة التنف، ما اضطر الطيار للانخفاض بشكل حاد الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات طفيفة بين الركاب، وأعلن قائد طائرة الركاب لاحقاً أن الطائرتين الحربيتين كانتا أمريكيتين.
بدوره، استنكر تجمّع العلماء المسلمين في لبنان هذا السلوك العدواني الأمريكي الذي عرض حياة المدنيين للخطر، مؤكداً يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وداعياً الحكومة اللبنانية إلى رفع شكوى إلى مجلس الأمن لإدانة هذا العمل الجبان وتحميل واشنطن الخسائر الناتجة عن هذا الاعتداء.
من جهة ثانية، أكد دانييل لاريسون الكاتب في مجلة “ذي أميريكان كونسيرفيتيف” الأمريكية أن حادثة تعريض حياة ركاب طائرة إيرانية مدنية للخطر في الأجواء السورية جراء اقتراب مقاتلتين أمريكيتين منها بشكل خطير تذكر بالوجود غير القانوني للقوات الأمريكية في سورية وبأن عليها الانسحاب فوراً منها.
وقال الكاتب: “إنّ هذه الحادثة هي مجرد تذكير جديد بأن الوجود العسكري الأمريكي في سورية غير قانوني وليس للمقاتلات الأمريكية أي عمل تقوم به في قاعدة سورية كما أن القوات الأمريكية ليس لديها أي عمل تقوم به في أي منطقة سورية”.
وأشار لاريسون إلى أن القيادة المركزية الأمريكية سينتكوم أكدت تورط المقاتلتين الأمريكيتين زاعمة بأنهما كانتا تنفذان دورية روتينية تتعلق بقاعدة التنف غير الشرعية في جنوب شرق سورية.
وقال: “إنّ المقاتلتين كانتا تعملان بشكل غير قانوني لضمان أمن قاعدة غير قانونية وكانتا على وشك أن تتسببا بحادثة فظيعة في هذه الأثناء وأنه لا يجب أن تتدخل المقاتلات الأمريكية بالرحلات المدنية فوق سورية ولا يجب أن تكون موجودة هناك أصلا”، مؤكداً أن هذه الحادثة الخطيرة ستؤدي إلى تصاعد حدة العلاقات المتوترة أصلا بين إيران والولايات المتحدة.
وبيّن لاريسون أن القاعدة الأمريكية غير الشرعية في سورية لا يمكنها تحقيق أي هدف باستثناء احتلال الأراضي السورية، إضافةً إلى أن الكونغرس لم يوافق عليها أبداً، داعياً إلى انسحاب جميع قوات الاحتلال الأمريكي من سورية بأسرع وقت ممكن قبل أن يحدث أمر أسوأ.