الاحتلال يكثف عمليات التهويد في وادي حلوة
يواصل الاحتلال ممارساته العدوانية في هدم منازل الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم بقصد تهجيرهم وتغيير المعالم الحضارية والتاريخية للمقدسات الفلسطينية، حيث أوضح المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في تقرير أن سلطات الاحتلال أعلنت مؤخراً مخططات لإقامة 1700 وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنة مقامة جنوب القدس المحتلة، و216 وحدة لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي جبل المكبر في جنوبها الشرقي، كما هدمت ثلاث منشآت تجارية تبلغ مساحتها ألف متر مربع في حي وادي حلوة ببلدة سلوان لشق طريق استيطاني يمتد إلى باب المغاربة الباب الجنوبي للمدينة وحائط البراق الذي يمثل الجزء الجنوبي من السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك.
مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام أشار إلى أن الاحتلال بدأ تنفيذ مخطط استيطاني على بعد أمتار من سور المسجد الأقصى على مساحة 12 دونماً، كما كثف عمليات التهويد في منطقة وادي حلوة بسلوان إلى الجنوب من الأقصى، حيث أقام خمسة أنفاق ضخمة تحت الأرض تمتد من منطقة سلوان وصولاً إلى الأقصى، وأقام 42 بؤرة استيطانية بمحيط المسجد من جهة القصور الأموية، في حين إن 70 منزلاً في وادي حلوة آيلة للسقوط بسبب حفريات الاحتلال أسفلها.
مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر بين أن الهجمة الاستيطانية على الأقصى طالت كل جهاته، حيث كثف الاحتلال عمليات التهويد بمنطقة ساحة البراق في الجهة الغربية من الأقصى الذي تبلغ مساحته الإجمالية 144 دونماً من خلال مخططات استيطانية تهدف لإحكام الحصار على المسجد من جميع الجهات وتسهيل عمليات اقتحام المستوطنين لباحاته، لافتاً إلى أن الاحتلال يحاول حالياً إغلاق مصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من الأقصى والذي أعيد افتتاحه في شباط عام 2019.
هذا وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات ممارسات وإجراءات الاحتلال وعمليات التطهير العرقي المتواصلة بحق المقدسيين والهادفة إلى تهويد القدس وإفراغها من الوجود الفلسطيني تنفيذاً لـ”صفقة القرن” المشؤومة.
كما يواصل الاحتلال سياسة الاعتقال والملاحقة بحقّ الفلسطينيين، حيث اقتحمت قواته مدينة قلقيلية وبلدة دورا في الخليل ومخيم الدهيشة وبلدة بيت فجار في بيت لحم وقرية نزلة زيد في جنين بالضفة الغربية واعتقلت عشرة فلسطينيين، بينهم فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً.
وأصيب فلسطيني في قدمه برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها حي النقار في مدينة قلقيلية.
فيما يواجه الفلسطينيون تلك الاعتداءات بالرفض والغضب، ولا سيما الانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال، إذ شارك عشرات الفلسطينيين في وقفة احتجاجية بمدينة القدس المحتلة تنديداً بحملة الاعتقالات المسعورة التي تشنّها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة بمدينة القدس، مطالبين بالإفراج عن محافظ القدس عدنان غيث وجميع الأسرى في معتقلات الاحتلال.
ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمتها القوى الوطنية الفلسطينية في بلدة الرام شمال القدس المحتلة الأعلام الفلسطينية وأكدوا أن الاعتقالات المتواصلة تأتي استكمالاً لاعتداءات الاحتلال وسياسة التطهير العرقي التي ينتهجها ضد المقدسيين لإفراغ المدينة المقدسة من الوجود الفلسطيني وتهويدها، مطالبين بالإفراج عن محافظ القدس وجميع الأسرى في معتقلات الاحتلال.
وشدّد المشاركون على تشبثهم بأرضهم ومواصلة النضال حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، داعين إلى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام لإفشال مؤامرات الاحتلال.
في سياق آخر، جدّدت وزارة الثقافة الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها وحماية المؤسسات الثقافية الفلسطينية من اعتداءات الاحتلال المتواصلة.
وقال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف في رسالة وجّهها لمدير عام اليونسكو أودري أوزلاي: “إنّ الوضع المتدهور في القدس المحتلة جراء اعتداءات الاحتلال البشعة بحقّ المؤسسات الثقافية والاستيلاء على وثائق وممتلكات خاصة يتطلب موقفاً سريعاً ومباشراً لوقف هذه الاعتداءات واتخاذ خطوات عاجلة لحماية المؤسسات الثقافية والعاملين فيها”.
وأكد أبو سيف أن هذه الخطوة تأتي في سياق العدوان المستمر على القدس ومؤسساتها والعاملين فيها لتصفية الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة وتهويدها وطمس هويتها.