الذهب يسجّل سعراً قياسياً غير مسبوق منذ 2011
بلغ سعر الذهب مستويات قياسية أول أمس الاثنين، في وقت سارع المستثمرون لشرائه باعتباره ملاذاً آمناً وسط قلق بشأن التوتر بين الولايات المتحدة والصين وارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 مجدداً حول العالم، وعدم تسجيل تقدم في واشنطن بشأن حزمة جديدة لتحفيز الاقتصاد.
وبعد أشهر من التحسّن في أسواق الأسهم مدفوعاً بدعم بتريليونات الدولارات من الحكومات والبنوك المركزية، يعيد المستثمرون التفكير في التداعيات الاقتصادية طويلة الأمد للجائحة المستجدة، وفي وقت تدفع تدابير التخفيف الواسع للقيود النقدية التي وضعها الاحتياطي الفدرالي الدولار للانخفاض مقابل معظم باقي العملات، يرتفع الذهب بشكل كبير، إذ وصل إلى مستوى قياسي بلغ 1944,71 دولاراً، وهو سعر أعلى بكثير من المستوى القياسي السابق الذي سجله في 2011 وبلغ 1921,18 دولاراً.
وتتركز الأنظار على الاجتماع المقبل للاحتياطي الفدرالي لمناقشة سياساته هذا الأسبوع، إذ يتوقع البعض بأن يتمّ فرض مزيد من الإجراءات لتعزيز الاقتصاد (معدلات فائدة سلبية على الأرجح)، ما يتوقع أن يزيد الضغط على الدولار ويرفع سعر سبيكة الذهب إلى أكثر من ألفي دولار. وهناك قلق كذلك من أن يتسبّب تسجيل نتائج أسوأ من المتوقع في إجمالي الناتج الداخلي الأميركي للربع الثاني من العام بعمليات بيع كبيرة للدولار.
وبينما شكّل ضعف الدولار محركاً رئيسياً لارتفاع سعر الذهب، إلا أن الأمر مدفوع كذلك بجاذبية المعدن كملاذ في أوقات الاضطرابات خصوصاً في ظل تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين يوماً بعد يوم.
وأفاد كبير المحلّلين المتخصّصين بالموارد لدى «ماينلايف» للاستشارات غافن ويندت أنه «لا يمكن تجنّب المكاسب القوية في وقت ندخل مرحلة أشبه بالأجواء التي سادت في أعقاب الأزمة المالية العالمية، حيث ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية نتيجة المبالغ الكبيرة من أموال الاحتياطي الفدرالي التي يتمّ ضخها في المنظومة المالية».
وانخفض الدولار مجدداً مقابل باقي العملات، بينما بلغ اليورو أعلى مستوى له منذ أيلول 2018.