معادلة نتنياهو: توزيع الرشاوى على الإسرائيليين
ترجمة: هناء شروف
عن الأوبزرفر
لم يكن صيف هذا العام سيئاً بالنسبة لبنيامين نتنياهو، بالنظر إلى الأشهر السابقة، حيث تمكن بطريقة أو بأخرى من مواصلة مسيرته على الرغم من اتهام فاضح بالفساد وثلاثة انتخابات كادت تطيح به.
لكن مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة اليومية، يواجه الرجل بوادر أزمة اقتصادية بسبب بتفشي كورونا، إذ أثار ارتفاع معدلات البطالة وحزم المساعدات المالية السيئة الغضب العام بين المستوطنين. والآن، وعلى بعد عشرات الأمتار من مقر إقامة نتنياهو في القدس، يتجمع الآلاف من المستوطنين ليلاً ويدعونه إلى الاستقالة، كما امتدت فئات المتظاهرين لتشمل الفنانين وخبراء البيئة والطلاب وحتى من ينتمون للجناح اليميني المهيمن بالإضافة إلى المتظاهرين المعتادين من “الحركة الإسرائيلية الصغيرة” ونشطاء مكافحة الفساد.
في الأشهر الماضية تم تنظيم مسيرات مناهضة لنتنياهو ركزت في الغالب على محاكمته، التي بدأت في أيار الماضي، والتي نفى فيها ارتكاب أي مخالفات، ونفى أنه قبل هدايا فاخرة بمئات الآلاف من الجنيهات، زاعماً: إنه ضحية مطاردة سياسية، واصفاً هو وحزبه الليكود الحاكم بعض المتظاهرين على أنهم فوضويون مدمرون!.
لقد ازداد الإحباط العام عند المستوطنين مع تصاعد حالات الإصابة بالفيروس التاجي، مع الموجة الجديدة من تفشي المرض، حيث بلغت حالات الإصابة ما يقرب من 60.000 حالة، وقد ارتفع عدد الإصابات المؤكدة الأسبوع الماضي إلى أكثر من 2000 حالة في اليوم. في آذار الماضي فرضت حكومة نتنياهو إغلاقاً سريعاً لمنع تفشي الفيروس التاجي، وهي خطوة يرجع الفضل فيها إلى تقليل العدوى اليومية إلى أرقام فردية. ومع ذلك، يقول مسؤولو الصحة: إن الاقتصاد أعيد فتحه على عجل في أيار ودون اتخاذ الخطوات اللازمة للسيطرة على الوباء.
ارتفعت البطالة هذا الصيف إلى ما فوق 20٪، وكانت حزم المساعدات بطيئة في التنفيذ، وقال نتنياهو هذا الشهر: إنه ينوي تقديم معونات نقدية لجميع الإسرائيليين لكن الاقتراح انتقد بسرعة لأنه غير عملي، حيث انتقد أحد الكتّاب الخطة على أنها معادلة “لتوزيع رشاوى على الجماهير”.
ازداد غضب المتظاهرين مؤخراً عندما أقر الكنيست الإسرائيلي قانوناً يمنح الحكومة سلطات إضافية لإعلان حالة الطوارئ، وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: إنه لم يتضح ما إذا كانت الحركة المناهضة لنتنياهو “زلزالاً كاملاً” أم “مجرد هزة سوف تمر في نهاية المطاف.