مفارقة التحوط من كورونا.. تعويل على وعي المواطن وترك “الحبل على الغارب”!
لا تختلف الإجراءات الحكومية الاحترازية خلال أيام عيد الأضحى عما أقره الفريق الحكومي في عيد الفطر الماضي، إذ فرضت الظروف الراهنة المتعلقة بانتشار وباء كورونا منع أية مظاهر لتجمعات العيد، خاصة ألعاب الأطفال بكل مكوناتها، وصالات الألعاب على مستوى جميع الوحدات الإدارية بالمحافظات، فبعد أن كانت محافظة دمشق تحدد قبل أيام من كل عيد مكان توزع الألعاب والساحات، جاء الوباء ليوقف حركة “الأراجيح” وأغاني الأطفال، فارضاً التقيد بالإجراءات الصحية الاحترازية منعاً لزيادة انتشار المرض بعد ارتفاع الأعداد المصابة من جهة، والتعويل على رفع درجة الوعي لدى المواطنين من جهة ثانية، حسب ما يراه نائب محافظ دمشق الدكتور أحمد نابلسي، الذي أوضح أن المحافظة تعمل وفق الإجراءات الصحية الاحترازية المقررة، وأهمها إلغاء التجمعات المتعلقة بالعيد، ومتابعة المنشآت السياحية والمطاعم، والقيام بجولات ميدانية بشكل يومي من أجل التأكد من تطبيق مبدأ السلامة والتباعد الاجتماعي، كاشفاً في تصريح لـ “البعث” عن تنظيم ضبوط مالية ردعية بحق المطاعم المخالفة، وإغلاقات حسب نوع المخالفة.
ولعل من الطبيعي، وبالتوازي مع توضيحات المحافظة والإجراءات المتخذة، أن يتساءل المرء عن قواعد السلامة والتباعد الاجتماعي المفترض اتخاذها داخل وسائط النقل الجماعي، وخاصة شركات النقل الداخلي الخاصة، والاكتظاظ والازدحام المثيرين للجدل أمام صمت الجهات المعنية على منافذ الأفران و”السورية للتجارة”، ليأتي السؤال الأهم حول سماح المحافظة والجهات المعنية بإقامة مهرجانات التسوق ضمن الظروف الحالية، وكأن لسان حالها يقول: إن الفائدة المرجوة من هكذا مهرجانات تتقدم على صحة المواطنين!!
علي حسون