الصين: سنرد بحزم وعقلانية على التصرفات الأمريكية السافرة
استنكرت الصين التدخل الأوروبي في شؤون الصين الداخلية، ولا سيما ما يخص منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، مؤكدة أن هذا السلوك انتهاك للعلاقات الدولية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين خلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء: “هونغ كونغ منطقة إدارية خاصة للصين وشأنها من شؤون الصين الداخلية ولا يحق لأي دولة أو منظمة أجنبية التدخل فيها”، وأضاف: “الإجراءات ذات الصلة التي اتخذها الجانب الأوروبي انتهكت القاعدة الأساسية في العلاقات الدولية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”، لافتاً إلى أن بلاده قدمت احتجاجات رسمية إلى الجانب الأوروبي، وأوضح أن صياغة قانون الأمن القومي لمنطقة هونغ كونغ وتنفيذه هي تعويض للثغرات القانونية طويلة الأجل في الحفاظ على الأمن القومي فيها، مشيراً إلى أن الهدف من ذلك تحسين سيادة القانون في المقاطعة.
كما أعلنت الصين عزمها الرد بحزم وعقلانية على الأفعال الأمريكية السافرة واللاعقلانية، وقال وانغ يي وزير الخارجية الصيني، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إن “التصرفات الأمريكية خرقت الحد الأدنى من المعايير الدولية وأن مثل هذا السلوك هو نموذج لسياسة القوة الصارخة التي يمكن وصفها بكلمة واحدة وهي الهيمنة”، منبهاً إلى أنه “في حال تم السماح لنظريات المؤامرة هذه بأن تشق طريقها فلن يقتصر الأمر فقط على وقوع العلاقات الصينية الأمريكية في هاوية المواجهة فقط وإنما العالم كله سيواجه أيضاً أزمة انقسام وسيتعرض مستقبل البشرية كلها للخطر”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة، التي قامت بالترويج لـ “أمريكا أولاً” على مدى السنوات الماضية، تمضي بعيداً على طريق الأحادية وتخرق بشكل متواصل التزاماتها الدولية بشكل متكرر وتقوّض بشدة القانون والنظام الدوليين، وأضاف: “إن عدد المعاهدات التي انسحبت منها الإدارة الأمريكية الحالية أكبر بكثير من المعاهدات التي انسحبت منها أي إدارة سابقة”.
وأعرب وانغ عن أمله بأن تتخذ جميع الدول القرارات الصحيحة والحكيمة بدلاً من أن تكون رهينة لدى حفنة من السياسيين الأمريكيين، وأن تبذل جميع الدول جهوداً متضافرة لمنع العالم من الانجرار إلى حرب باردة جديدة من النزاع والمواجهة وحماية عملية العولمة من تعطيلها بطريقة وحشية.
ومطلع الشهر الحالي، وجهّت الصين تحذيراً لفرنسا غداة تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي، الذي أعلن أن باريس تفكر في اتخاذ “إجراءات” رداً على سياسة بكين حيال هونغ كونغ.
وأقرّ البرلمان الصيني بالإجماع في 30 حزيران الماضي تشريعاً للأمن القومي في هونغ كونغ، فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستتخذ خطوات نحو فرض القيود ذاتها المفروضة على الصين.