تدني عدد المدربين وسوء توزيع الصالات يحدان من تطوير “ملاكمة” حماة
حماة – منير الأحمد
تعاني لعبة الملاكمة في حماة من صعوبات عدة تحول دون تطويرها بالشكل الأمثل، رغم أنها من الألعاب المتقدمة في المحافظة، وذلك وفقاً لما أكده عدد من كوادر اللعبة البارزين فيها، علماً أنها استطاعت خلال السنوات الماضية المنافسة على ألقاب بطولات الجمهورية في الكثير من الفئات العمرية، سواء للذكور أم الإناث، كما ورفدت المنتخبات الوطنية بلاعبين متميزين حققا نتائج لافتة في البطولات العربية والقارية والعالمية.
وأشار عضو اتحاد الملاكمة طارق سرية إلى أن اللعبة تراجعت كثيراً في الفترة الأخيرة لأسباب عدة أبرزها ابتعاد عدد من المدربين عن اللعبة واقتصارها على عدد محدود من المدربين الذين يمارسون التدريب في صالة الملاكمة بمدينة الباسل الرياضية، حيث يوجد ثلاث صالات تدريبية، مبيناً أن هناك خللاً في توزيع هذه الصالات على المدربين، فمن غير المعقول أن يكون في صالة تدريبية واحدة أكثر من 60 لاعباً يشرف على تدريبهم أربعة مدربين، وفي صالة أخرى لا يتجاوز العدد عشرة لاعبين تحت إشراف مدرب واحد!
وبيّن سرية أن فترات التدريب المسموح بها لمعظم المدربين هي ثلاث أو أربع ساعات على أبعد تقدير أسبوعياً، مؤكداً أن هذه الفترة القصيرة غير كافية لصناعة بطل في لعبة قوية ومهمة كالملاكمة، بينما بالمقابل نجد أن أحد المدربين يأخذ وحده صالة تدريبية ولا يخوض التدريبات فيها إلا نادراً، وعدد لاعبيه محدود ولم يستطع تخريج بطل جمهورية منذ فترة طويلة..!
انعدام الدورات التدريبية
وأكد سرية أن الملاكمة في حماة تعاني قلّة أعداد المدربين مقارنة بالعدد الكبير من اللاعبين الموهوبين فيها، إذ لا يوجد سوى ستة أو سبعة مدربين يمارسون التدريب حالياً، وذلك يعود لعدم وجود دورات تدريبية في حماة، حيث لم تقم أية دورة فيها منذ حوالي ٢٠ عاماً، وهذا التقصير سببه حالياً اللجنة الفنية للعبة التي لم تأخذ دورها، ولم ترفع أي مقترح لاتحاد اللعبة لاستضافة دورة تدريبية، رغم وجود عدد كبير ممن يرغب في الحصول على شهادة مدرب وممارسة التدريب، علماً أن اتحاد اللعبة على استعداد لدعم هذا المقترح لأنه يصبّ في مصلحة اللعبة، مشدداً على عدم فعالية عمل اللجنة الفنية الحالية التي لا تقوم بمهامها المنوطة بها ووجود نقص في المدربين والتجهيزات الرياضية.
مواهب ولكن!
من جهته بين المدرب شادي عيسى إلى أنه يقوم بتدريب نحو ٢٠ لاعباً في صالة الملاكمة، وهم يعشقون اللعبة ويرغبون بتطوير مهاراتهم والمشاركة في البطولات المحلية والخارجية والتألق فيها، ولكنهم بحاجة المزيد من الجرعات التدريبية التي تعدّ حالياً غير كافية لهم. وأضاف أن حماة تزخر بالعديد من المواهب الواعدة بالملاكمة، ولكنها بحاجة للدعم والمتابعة والاهتمام من قبل القائمين على هذه الرياضة في المحافظة.
بدوره أكد رئيس مكتب ألعاب القوة في اللجنة التنفيذية لفرع الاتحاد الرياضي نزيه المحمود أن اللجنة التنفيذية تعمل كلّ ما بوسعها من أجل دعم لعبة الملاكمة، لأنها من الألعاب المهمة ولها ماض عريق وإنجازات محلية وخارجية، ولمسنا وجود الكثير من المواهب والخامات الواعدة التي تحتاج إلى صقل ومتابعة، لذلك يتم العمل حالياً على اتخاذ خطوات عدة لدعم اللعبة، أهمها تفعيل اللجنة الفنية للملاكمة وتغييرها إن اقتضت الضرورة لأنها لم تقدّم أي شيء في الفترة السابقة.
وبيّن المحمود أن الملاكمة بحاجة إلى عمل دؤوب من أشخاص محبين ومخلصين لها، مشدداً على عدم البحث عن أسماء لامعة وأصحاب شهادات وألقاب يحبون الظهور أو العمل المكتبي على حساب العمل الميداني الذي هو الأهم لتطوير هذه اللعبة.