“الأبرز.. الأبرز.. لا قطعكم الله..”
ماجد الهجيج
ما يجرى اليوم في ريف ديرالزور الحبيب من ثورة ضد ميليشيات “قسد” والاحتلال الأمريكي هو نتيجة حتمية لما حدث خلال سنوات الأزمة العشر، وما نتج عنها من غياب للأمن والقانون وسيطرة العصابات المسلحة بمختلف تسمياتها على المنطقة، وآخرها عصابات “قسد”، ناهيك عن غياب شبه كامل لدور معظم شيوخ عشاير منطقة الفرات وعدم اتخاذهم موقفا قويا وجادا لحماية المنطقة.
إن عملية اغتيال الشيخ مطشر الهفل، أحد شيوخ قبيلة العقيدات، وجرح ابن شيخها، يجب ألا تمر دون عقاب، وهذا العقاب يجب أن يكون ثورة عارمة على كل العصابات الإجرامية التي تخيلت أنها يمكن أن تكون بديلا عن سلطة دولة الجمهورية العربية السورية.
اليوم، فإن ما يجري من مواجهات، في قرى الشحيل وذيبان والحوايج، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على الممارسات العنصرية التي تقوم بها عصابات “قسد” بدعم سافر من قوى الاحتلال الأمريكي.
قد يقول قائل: إن أبناء المنطقة لا يستطيعون في الوقت الراهن مجابهة ميليشيات “قسد”.. ولكن هذا الكلام مردود عليه لأننا خلال الأزمة كان لدينا مثال عشائري رائع، وهو الشيخ نواف عبد العزيز الملحم الذي استطاع وأبناء عشيرته مواجهة قوى الشر الإرهابية وطردها من مناطق تواجد قبيلته في قرية البويضة وما حولها من قرى، في بادية حمص، وكانت أهزوجتهم الرائعة “يا بويضة ياعصابة راسي..”، كما لا ننسى دوره الإيجابي في التواجد مع أبناء قبيلته “العنزة” خلال سنوات الأزمة والحفاظ عليهم صفا واحدا ورفضهم كل العروض المالية المقدمة لهم من دول الخليج لتغيير موقفهم الوطني.. كما لا ننسى أن تاريخ منطقة الفرات في مقارعة الاحتلالين العثماني والفرنسي هو تاريخ مشرف، إضافة إلى أن أبناء قبائل المنطقة يمتلكون آلاف قطع السلاح الخفيف والمتوسط، ومشهود لهم بالشجاعة والرجولة، ويستطيعون هزيمة أكبر القوى الميليشياوية.. وأبناء سورية بشكل عام، وأبناء منطقة الفرات بشكل خاص، يتطلعون إلى عودة أهزوجة قبيلة العقيدات المدوية:
“الأبرز.. لا قطعكم الله..
الأبرز.. لا قطعكم الله..”
وهذا يستدعي وقوف كل أبناء قبائل العقيدات والبقارة والمشاهدة والجبور والعبيد والقلعيين والويسات والدليم، والعشائر العربية كافة، للوقوف صفاً واحداً خلف جيشنا الباسل، كما يستدعي مد يد العون وتوفير احتياجات الصمود والدعم للقبائل العربية بكل ما يلزم من أسباب لتحقيق النصر وطرد المحتل وزبانيته.