هلع لا مبرر له!
الكورونا ينتشر، ولكن نشر الهلع والخوف سيؤدي إلى المزيد من الفوضى.. بهذه العبارة بدأ أحد المدراء التنفيذيين في أحد المفاصل الحكومية رسالته إلينا!
وتابع موضحا: بعيدا عن إحصاءات وزارة الصحة، التي لا تعلن عن الإصابة إلا بما يثبت لديها بنتيجة الفحص لحالات محدودة جدا، ومنتقاة، ولا تعطي صورة صحيحة لعملية التقصي الوبائي للمرض.. أنا لست طبيبا، لكننا في عصر يمكننا من الحصول على أية معلومة في أي اختصاص من الانترنت عبر الـ GOOGLE.
وعما مر به يقول: بعد انتخابات مجلس الشعب، وقد خالطت عددا كبيرا من الناس، بأيام ثلاثة، أصبت بارتفاع درجة حرارة وصلت إلى 38 درجة لمدة يوم واحد، وقد انخفضت في اليوم التالي.. وقبل العيد بثلاثة أيام، اكتشفت أني فقدت حاسة الشم والتذوق، وظلت هذه الحالة لغاية 1/ 8..
ويؤكد المدير قائلا: لم أتناول أية أدوية خلال الفترة السابقة التي تزيد عن 20 يوما، سوى حبة “سيتامول” واحدة، عندما ارتفعت درجة حرارتي..
لم أهتم لما حصل لي لأن الأعراض لم تسبب لي أية آلام أو سعال أو تعب؛ وبعد أن شفيت من هذه الأعراض، خطر ببالي أن أبحث في الانترنت عن سبب هذه الأعراض، فتبين أنها أعراض الإصابة بكورونا باحتمالية 65%.
لا أستطيع الجزم أني أصبت بكورونا، ولكن إن أصبت به، فقد كانت الأعراض خفيفة، وربما مناعتي كانت جيدة، علما أن الأعراض الشديدة لا تصيب سوى 20% من المصابين، والوفيات لا تتجاوز 2% منهم.
ويبقى السؤال:
نحن لا نطلب من وزارة الصحة أن تعمل أكثر من الإمكانات المتاحة المتوفرة لديها، ولكن يمكنها إجراء مسحات استقصائية عشوائية في مختلف الأمكنة، وليس بالضرورة أن تكون بأعداد كبيرة..!
لقد أصيب المجتمع بحالة من الذعر والهلع لا مبرر لها، ومع ذلك فإن الناس تنسى كورونا والاحتياطات الواجب اتخاذها عند سعيها لتأمين احتياجاتها!
ما سبق يستدعي اعتماد آليات تضمن فرض شروط التباعد المكاني على أبواب المؤسسات والأفران وغيرها، من خلال أفكار إدارية استثنائية، إذ لا داعي للانتظار على أبواب “السورية للتجارة” إذا أعطي المواطن دورا وموعدا لاستلام حصته من المواد المدعومة على سبيل المثال، فالغاية هي نشر شروط الصحة العامة وليس حماية شريحة من الناس (مثل الموظفين)، وإهمال شرائح أخرى (المراجعين من عامة الناس التي يتم التعامل معها على أنها مصابة سلفا)، وسبب هذه الظاهرة هي الهلع الذي لا مبرر له والذي يضر بشروط الصحة العامة.
إن ما يحصل حاليا من نشر حالة من الخوف والهلع، لا يؤدي سوى إلى المزيد من الفوضى التي تضر بشروط الصحة العامة، وتزيد من فرص الانتشار الوبائي للفيروس الذي أعتقد أنه انتشر فعلا.
فهل تستمع الحكومة لصوتها..؟!
قسيم دحدل
qassim1965@gmail.com