أسماؤنا عناوين شخصياتنا
الاسم هو ما تفتح به أبواب الحياة للشخص، وقد استوقفتني عبارة قالتها الفنانة القديرة منى واصف “رهف” في الحلقة الأخيرة من مسلسل “شبابيك” بعنوان “روميو وجولييت” للمخرج المبدع سامر برقاوي، وهي تحدث زوج ابنتها عن الحب الذي هو أساس الحياة، ومنه تنبثق القيم الأخرى، وكان الناظم الأساسي لأسرتها مع زوجها “عماد” (الفنان حسن عويتي) قتقول له: “عندما ولدت كانوا ينادونني ابنة حامد، وعند زواجي أصبحوا ينادونني زوجة عماد، وعند إنجابي ابني الأول أصبحت أم باسم، ولولا أن زوجي عماد يناديني باسمي كنت نسيته”.
هذا الكلام يؤشر إلى مشكلة مجتمعنا بعدم إعارته اهتماماً للاسم مع أنه مجتمع “متحضر”، فمثلاً مرة كنت في قريتنا وذهبت لأشتري بعض الحاجيات، وهناك سألني البائع: ابنة من أنتِ؟ فأجبته: اسمي سارة، فضحك قائلاً: وما يهمني من اسمك، ابنة من أنتِ؟ فأجبته وأنا مستغربة من كلامه!
وهناك أيضاً من ينظر للاسم من منطلق آخر بأن يطلق على مولوده، ذكراً أم أنثى، اسم والده أو جده من باب التكريم لهما، وتخليد ذكراهما، فنرى مثلاً فتاة صغيرة اسمها كبير عليها جداً، فلماذا لا يكون لكل شخص اسم يميزه؟ ولماذا لا نعير اهتماماً لأسمائنا؟ ألا تشعرون بالسعادة إذا قال لكم أولادكم أنهم يحبون أسماءهم؟
بالنسبة لي، أنا أشعر بالكثير من السعادة عندما أرى شخصاً يحب اسمه لأنه يمثل جزءاً هاماً من شخصيته، وقد حرضتني عبارة “لكل إنسان من اسمه نصيب” للبحث عن معنى اسمي “سارة”، وإلى أي مدى تنطبق صفاته عليّ، فعرفت أن اسمي في لغتنا العربية يعني السرور والبهجة، وزادت سعادتي عندما عرفت معناه بلغات أخرى، ففي اللغة الهندية يعني “الأميرة”، وبالإسبانية المرأة السعيدة، ومن الصفات التي تتحلى بها صاحبة اسم سارة أنها تحمل السعادة لمن حولها، وأحلامها كثيرة، وطيبة وتحب الخير للغير، كما تعشق الجمال. وهنا أقول لو أن كل إنسان يدرك معنى اسمه وأهميته لأدركنا أن أسماءنا ليست كلاماً، بل هي العنوان الأبرز والأهم لشخصياتنا.
سارة أحمد شعبان